> محمد سالم قطن:
المسافة المكانية بين الواجهة الجديدة لمدينة المكلا (الخور)، وواجهتها التقليدية (سكة يعقوب)، ليست بالمسافة الكبيرة ولولا اختلاف الاتجاه الجغرافي، ووجود جبل المكلا العتيد، لتسنى للمتجمهرين في كلتا الساحتين مساء الثلاثاء الماضي أن يشاهد بعضهم بعضا بوضوح، بالعين المجردة.
كانت الساحة الأولى ليلتئذ تحتضن حفلا فنيا نظمته لجنة استقبال المشاركين في مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري بحضرموت، بينما كانت الساحة الثانية تشهد حفلا من نوع آخر، هو مهرجان نظمته جماعات العاطلين عن العمل من الشباب والمتقاعدين في حضرموت أيضا احتجاجا على ما يصفونه بالفساد وغياب فرص العمل. التناقض يتسيد المشاهد كلها بين ما هو موجود ويعتمل متزامنا في كلتا الساحتين.. ملامح الوجوه، الملابس والهندام، الجو العام، السيارات.. الساحة الأولى أنيقة تعبق في أجوائها روائح العطور وأبخرة العود، وتصدح في أرجائها نغمات الموسيقى وأصداء تمايلات الراقصين، بينما وقفت في أرباض الساحة السيارات الفارهة، وكأنها تشارك أربابها متعة الابتهاج، في حين كانت الساحة الثانية غاصة بجماهير مكفهرة الوجوه، تلبس ما يشبه الأسمال، العرق ينهمر، وروائح الازدحام تتطاير متثاقلة في ساخن الهواء، لا سيارت في انتظار أحد، سوى مقاعد خشبية مهترئة، الملهاة والمأساة تتجاوران، كلاهما يكمل الآخر في تراجيديا الحياة، يحسبها البعض مفارقة، وربما تكون كذلك، بعضهم يقول إن المشهدين متكاملان، ويخدم أحدهما الآخر، حتى لو حدث من غير قصد، وبدون ميعاد، الموجب والسالب متعادلان على الصفا في نواة كل ذرة. مفارقة أخرى نستشفها من التمعن في لائحة أسماء المدعوين من المستثمرين القادمين، إذ نجد معظم هؤلاء من أبناء وأحفاد حضارم مهاجرين، كانت بوابة رحيلهم منذ قرون عبر السفن الشراعية نحو الآفاق، هي البوابة ذاتها المجاورة لسكة يعقوب، وكما أشرت عن المسافة المكانية القريبة بين مكاني المشهدين المتناقضين، فياليت شعري، تكون المسافة الزمنية بالمقدار نفسه من القرب بين مشهد الساحة الأولى في خور المكلا مساء الثلاثاء وتحقق الآمال المعقودة في ثمار مؤتمر الاستثمار، وحينها فقط نستطيع التأكيد على تكامل المشهدين واقتراب الساحتين.
كانت الساحة الأولى ليلتئذ تحتضن حفلا فنيا نظمته لجنة استقبال المشاركين في مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري بحضرموت، بينما كانت الساحة الثانية تشهد حفلا من نوع آخر، هو مهرجان نظمته جماعات العاطلين عن العمل من الشباب والمتقاعدين في حضرموت أيضا احتجاجا على ما يصفونه بالفساد وغياب فرص العمل. التناقض يتسيد المشاهد كلها بين ما هو موجود ويعتمل متزامنا في كلتا الساحتين.. ملامح الوجوه، الملابس والهندام، الجو العام، السيارات.. الساحة الأولى أنيقة تعبق في أجوائها روائح العطور وأبخرة العود، وتصدح في أرجائها نغمات الموسيقى وأصداء تمايلات الراقصين، بينما وقفت في أرباض الساحة السيارات الفارهة، وكأنها تشارك أربابها متعة الابتهاج، في حين كانت الساحة الثانية غاصة بجماهير مكفهرة الوجوه، تلبس ما يشبه الأسمال، العرق ينهمر، وروائح الازدحام تتطاير متثاقلة في ساخن الهواء، لا سيارت في انتظار أحد، سوى مقاعد خشبية مهترئة، الملهاة والمأساة تتجاوران، كلاهما يكمل الآخر في تراجيديا الحياة، يحسبها البعض مفارقة، وربما تكون كذلك، بعضهم يقول إن المشهدين متكاملان، ويخدم أحدهما الآخر، حتى لو حدث من غير قصد، وبدون ميعاد، الموجب والسالب متعادلان على الصفا في نواة كل ذرة. مفارقة أخرى نستشفها من التمعن في لائحة أسماء المدعوين من المستثمرين القادمين، إذ نجد معظم هؤلاء من أبناء وأحفاد حضارم مهاجرين، كانت بوابة رحيلهم منذ قرون عبر السفن الشراعية نحو الآفاق، هي البوابة ذاتها المجاورة لسكة يعقوب، وكما أشرت عن المسافة المكانية القريبة بين مكاني المشهدين المتناقضين، فياليت شعري، تكون المسافة الزمنية بالمقدار نفسه من القرب بين مشهد الساحة الأولى في خور المكلا مساء الثلاثاء وتحقق الآمال المعقودة في ثمار مؤتمر الاستثمار، وحينها فقط نستطيع التأكيد على تكامل المشهدين واقتراب الساحتين.