الواقع يفضح التشريعات

> «الأيام» عبدالله عمر البحري / أبين

> لقد نصت التشريعات وحرمت تحريما مطلقا كافة أشكال الاعتداء على حقوق الإنسان، وأصدرت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وثيقة عرفت بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان كوسيلة تشريعية لصيانة حق الفرد مبدئيا لصفة الآدمية دون أي اعتبار آخر.

لكن واضعي هذا النص الحقوقي يمارسون دورا ازدواجيا وانتقائيا في تعاملهم مع تلك الحقوق والتشريعات، بل يتخذونها ذريعة سياسية وشماعة تحقق من خلالها مصالحهم المختلفة، حيث تستعمل الدول الكبرى الآن حقوق الإنسان كوسيلة ضغط وتهديد لإجبار الدول والشعوب المتخلفة عن السير في ركبها، والعمل وفق مصالحها.

فالإنسان في العالم الثالث خاصه في عالمنا العربي ليس هو الإنسان الذي صدر هذا الإعلان والتشريع لحماية وضمان كرامته الإنسانية في حياته.

الواقع العملي يؤكد أن الحرص كل الحرص ينص على حماية الإنسان في الدول الكبرى ذات الصناعات والشركات، حيث تفرز صناعتها المتعددة نفايات سامة تؤذي كل مظاهر الحياة الطبيعية، وتهدد حياة الإنسان، وحتى الحيوان والطبيعة لم يسلما منها.

أمريكا والغرب يمطراننا ليلا ونهارا بالحديث عن الديمقراطية والحريات، وحماية حقوق الإنسان، بزعم أنهما رواد ومدافعون عن تلك الحقوق والتشريعات في كل محفل، وهما في المقابل يمارسان دورا مزدوجا وانتقائيا مع تلك التشريعات، فهم ينتهكون حقوق الإنسان يوميا في العالم، ويقتلون الأبرياء من خلال ما يسمونه الحرب على الإرهاب، حيث مايزال مسلسل الاضطهاد مستمرا بحق الإنسانية إلى وقتنا الحالي، من خلال ما يمارس من جرائم واعتداءات بحق الشعوب والأفراد، وكذا ما يحصل من إساءة للأديان والتشريعات السماوية التي هي منبع القيم الإنسانية والحضارية.

خلاصة القول، ومن خلال ما سبق، إن حقوق الإنسان التي تنادي وتتغنى بها أمريكا ومن على شاكلتها، ما هي إلا حق أريد به باطل، وما هي إلا لعبة سياسية وشماعة تركن إليها أمريكا التي تزعم وتنادي ليل نهار بأنها الحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان المنتهكة أصلا من قبلها، فمأساة قطاع غزة، وسجناء جوانتانامو وغيرها شواهد على فظاعة أمريكا في تعاملها مع هذه الحقوق.

نحن نعيش اليوم في عالم ضاعت فيه حقوق الإنسان وانتهكت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى