بعد اعتقال العشرات وضرب طلاب وطالبات جامعه عدن ومنعهم من إقامة مسيرة ..طلاب جامعيون: نعيش ظرفا طارئا أعلنت فيه السلطة حربا شاملة على مناطقنا

> عدن «الأيام» خاص:

>
طلاب الجامعة المفرج عنهم
طلاب الجامعة المفرج عنهم
اعتقلت الشرطة العشرات من طلاب كليتي الآداب والتربية في عدن أمس، في حين تعرض الآخرون للضرب، في محاولة منها لتفريقهم ومنعهم من إقامة مسيرة كان قرر انطلاقها من كليه الآداب.

وأغلقت الشرطة العسكرية أبواب الكلية، ووقفت حاجزا أمام دخول طلاب الكليات الأخرى، كما قامت بالاعتداء بالضرب على كافة المتواجدين، واعتقال عشرات الطلاب نقلتهم في حافلة كبيرة من أمام كلية الآداب.
وفي كلية التربية لم يسلم من الاعتقال طالب عماني كان يتناول إفطاره في الكافيتيريا.. كما أقدمت على احتجاز مراسل صحيفة «المستقلة» وموقع «يمنات» محمد البذيجي، وأطلقت سراحه بعد ساعتين، فيما لاذ العشرات بالفرار.

وجاء ذلك عندما تجمع عشرات الطلاب لإقامة الاعتصام وإلقاء بيان أمام بوابة الكلية إلا أن مداهمة الشرطة حالت دون استمراره.

إلى ذلك قام عدد من طلاب كليه الآداب بالتوجه إلى كلية التربية لإقامة الاعتصام هناك، إلا أن ملاحقة الشرطة لهم حالت دون وصول الجموع الكبيرة.

كما أن التعزيزات الأمنية على بوابة كلية التربية حرمت المشاركين الدخول، بينما تسنى لعدد من طالبات وطلاب الآداب المشاركة مع زملائهم.. وتقدمت الطالبات الحشد الطلابي في محاولة للسماح للطلاب بالخروج في مسيرتهم في شوارع عدن، إلا أن الشرطة سمحت للطالبات بالخروج، غير أن عنصر من قوات مكافحة الشغب اعتدى عليهن فأصاب ثلاثا منهن بجراح، كما تلفظ تجاههن بألفاظ بذيئة.. فأثار غضب الشباب وأفراد الشرطة الذين تدخلوا للسماح لهن بالعودة للمشاركة مع الطلاب.

كما احتدم الوضع في ساحة الكلية عندما حاول طلاب آخرون تعطيل الاعتصام، إلا أن الطلاب تداركوا ذلك واعتبروها فتنة من مندسين، وواصلوا الفعالية التى قالوا فيها: «إن ما قامت به قوات الأمن في حق أبناء المحافظات الجنوبية عمل إجرامي ولا أخلاقي..». ونددوا بحملة الاعتقالات التي طالت أبناء المحافظات الجنوبية، وبينهم دكاترة الكليات، كما أكدوا على استمرار الاعتصامات مهما كان حجم المخاطر.. وقالوا: «إننا اليوم ننفذ اعتصامنا الثاني، وهو ليس بالأخير، لأنه البداية التى لن نتوانى عن المضي قدما لإكمالها، فما تقوم به السلطة من قمع لن يخمد الإرادة الحية في نفوسنا، إننا نحمل أهدافا أسمى، ولن نبخل بأرواحنا، والعزة لمن يحمل الهدف الأسمى، لامن يقتل ويقمع مسيرات سلمية.

من جانب آخر احتدم الموقف بين المتواجدين خارج حرم الكلية والرافضين قمع المسيرات الطلابية، والتى استنكرها الكثير واعتبروها تعنتات فاشلة وخطيرة من عنجهية سلطة فشلت في معالجة الوضع قبل وصوله لهذا المستوى.. وطوقت قوات مكافحة الشغب السور لمنع الطلاب من محاوله الدخول أو الخروج وردد الطلاب والطالبات هتافات الحرية لزملائهم الطلاب وللمعتقلين.

كما ألقيت بعض الأبيات الشعرية للشاعر الشعيبي.

وأصدر الطلاب بيانهم الثاني الذي جاء فيه: «ندين ونستنكر نحن طلاب وطالبات جامعة عدن المحتجين ما أقدمت عليه قوات الأمن والأمن المركزي من منع اعتصامنا السلمي الأول يوم السبت الموافق 2008/4/4 في كلية التربية عدن، مؤكدين أن هذا الإجراء اللاأخلاقي أدى إلى حالة من الذعر في أوساط الطالبات والطلاب.. واستمرار إصرار السلطة على عدم الإفراج عن المعتقلين من قيادات الحراك الجنوبي، الذي طال دكاترة من جامعة عدن، وتصعيد الأزمة التي اختلقتها حتى وصلت حد قمع الاحتجاجات السلمية، مخلفة بذلك عددا من القتلى والجرحى ومئات المعتقلين من الناشطين السياسيين والمواطنين المحتجين، والملاحقات المستمرة للناشطين في الحراك السياسي الجنوبي السلمي.

إن ما يتعرض له اليوم أهلنا في المحافظات الجنوبية من اعتقالات وحملات عسكرية في مناطق (ردفان، الضالع، زنجبار، كرش، المسيمير) يعد عملا إرهابيا بكل المقاييس، يخلق حالة من الذعر والتوتر في صفوف المجتمع.

إننا كطلاب جامعيين نعيش ظرفا طارئا أعلنت فيه السلطة حربا شاملة على مناطقنا، واعتقال أهلنا ومحاصرتهم، ومنعنا من اللقاء بهم، ولانعرف من الذي فارق الحياة ومن هو الجريح ومن المعتقل، حيث والأحداث لاتزال مستمرة، وهذا في الوقت نفسه ينعكس علينا، ولانستطيع أن ندرس في ظل هذه الظروف غير الملائمة.

وعليه فإننا نؤكد مجددا على مطالبنا التالية:

1. سرعة الإفراج عن المعتقلين ورفع الحملة العسكرية والكف عن الخطاب الإعلامي والتحريض ضد الحراك الجنوبي السلمي المعبر عن قضية سياسية عادلة.

2. استمرار احتجاجاتنا حتى يتم قبول مطالبنا الشرعية.

3. مطالبة رئاسة جامعة عدن ونقابة هيئة التدريس وجميع الطلاب والطالبات بالتضامن معنا حتى يتم الإفراج عن المعتقلين ورفع الحملة العسكرية.

4. ندين ونستنكر ما تعرض له زملاؤنا الطلاب والطالبات من منعهم من ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي والاعتصام السلمي، وما تعرض له طلاب وطالبات كلية التربية صبر أثناء اعتصامهم من قمع من قبل قوات الأمن المركزي بعشرات القنابل المسيلة للدموع.

5. الكف عن ملاحقة الطالب وجدي الشعبي مراسل صحيفة «الأيام» في الصبيحة.

وفي وقت لاحق من مغادرة مراسلة «الأيام» التي قامت بتغطيه الاعتصام تعرض الطالبان وفي قاسم محمد وإياد عماد أحمد غانم للاستجواب من قبل شرطة خورمكسر، وسبهم ومطالبتهم بإخراج الكاميرا، واصفينهم بالمندسين والعملاء لصالح «الأيام».

وقال الطالبان اللذان أفرج عنهما بعد ساعة ونصف: «لقد أهانتنا الشرطة واتهمتنا بأننا نصور لصالح «الأيام»، وقالوا لنا ماعلاقتكم بالصحيفة، وعندما تحدثنا بالحقيقة كذبونا».

وفي المساء وصل إلى مبنى «الأيام» 10 من الطلاب الذين تم الإفراج عنهم، فيما ظل 21 طالبا رهن الاعتقال حسب بيان كشف أسماء المعتقلين والمفرج عنهم، الذي احضره الطلاب للصحيفة.

وقالوا في شكواهم عبر «الأيام»: «لقد تعرضنا للاعتقال والضرب بالهراوات نحن وزملاؤنا، وبعض الطالبات تم ضربهن بالهراوات من قبل الأمن أثناء تواجدنا مع زملائنا المعتصمين في كلية الآداب وكلية التربية عدن، وتم أخذنا إلى شرطة خورمكسر والزج بنا في السجن، وحرم بعض الطلاب من فرصة الجلوس لامتحان الدور الثاني بسبب الاعتقال، كما تم احتجاز البطائق الجامعية وتهديدنا بالرسوب المؤكد..». واعتبر الطلاب ذلك «عملا لا أخلاقيا مرفوضا من قبلنا خلق أمامنا أجواء غير مناسبة للدراسة، ونستغرب تعزيز الجامعة بالعسكر بدلا من السكن والغذاء، وما يوفر للطلاب جوا ملائما للدراسة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى