ثقافة الفساد

> «الأيام» مقبل عبدالله محمد - ردفان

> قد يكون من المجحف نسب الثقافة إلى الفساد، ولكن قياسا على كل ما هو ردئ لايرتقي إلى أخلاقيات وقيم الثقافه العميقة، كاستغلال اللغة السياسية من أجل إفساد الفكر، من خلال تسخير وسائل المعرفة المقروءة والمرئية والمسموعة، عبر كتاب مأجورين يجيدون نسج أحابيل اللغة لتحقيق مصالح ذاتية أو في خدمة قوى الفساد من أجل طمس التاريخ أو تشويهه أو إرساء مفاهيم تتنافى والرسالة التنويرية، في سعي إلى تعطيل الفكر وتقييد الحرية، ليس ذلك إلا إسقاطا موازيا لسياسات الهيمنة والاستحواذ.

والمتتبع في شأن الصحافه يجد مدى ما وصل إليه أولئك في الاستهتار بمشاعرالقراء.. فالاحتفاء بالفساد وأربابه باستعمال مصطلحات وتعبيرات سياسية تبلور الذرائع التي تختفي خلفها أهدافهم حيال أشكال الرفض السياسي المختلفة، حينا بالتكفير والخيانة، وحينا آخر بالعمالة واستحداث توصيفات تتلائم وكل مناسبة، في سعي إلى إحداث تأثير سلبي في فكر القارئ وسلوكه، إلا أن تلك الأساليب تبقى رخيصة بحجم الغاية المختفية خلفها، والفتنة أرخص تلك الأساليب وأقذرها.

وليس من المستغرب أن تجد تلك الأقلام يعلو صوت أصحابها على حساب معاناة الإنسان، وفي سبيل انتهاك الحقوق والحريات، تمهد الطرق أولا للفساد ثم تسعى إلى إضفاء صورة الحق والشرعية عليه، ويخبو نورها ويجف مرعاها عند هموم وحقوق الإنسانية، لأن تلك الأقلام لاتنم إلا عن فساد الأخلاق، وفساد ضمائر أصحابها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى