زملاء المهنة

> د.سمير عبدالرحمن الشميري:

> د. جابر عصفور-أشهر من نار على علم- من المساندين لفكرة إصدار تشريع يحمي اللغة العربية.

ذهب مع ثلة من أهل الاختصاص لهذا الغرض إلى مجلس الشعب المصري ممثلاً عن وزير الثقافة، وهناك تحت قبة البرلمان استمع إلى خطابات شتى من أعضاء مجلس الشعب المصري، حيث قال:«وأخذت أقارن بين الصورة التي عرفناها عن البرلمانات القديمة التي كان يصول ويجول فيها أمثال سعد زغلول، والنحاس، ومكرم عبيد، والعقاد من ممثلي الوفد، وأمثال عبدالخالق ثروت، محمد حسين هيكل من الأحرار الدستوريين وغيرهم من فرسان الفصاحة، والصورة التي كنت أراها أمامي من غياب الفصاحة، وشيوع الركاكة اللغوية، وخلط الفصحى بالعامية، والأخطاء البشعة في النطق والنحو والتركيب، بالطبع لم يخل الأمر من استثناءات، لكن ندرتها لم تمح من ذهني الصورة الغالبة التي جعلتني أضع في اعتباري البعد السياسي الذي يسهم في تدهور الأداء اللغوي في المجتمع».

وأنا أقرأ هذا النص أتذكر فارسة من فرسان النشاط المدني الأستاذة انتصار خميس (محاضرة في قسم اللغة العربية - كلية التربية - صبر، م/لحج) التي وطنت نفسها على حب الناس والتضحية من أجل الخير العام، وتعتقد كما يعتقد الدكتور جابر عصفور أن إصلاح اللغة العربية جزء من إصلاح المجتمع، ولذا تدعو بعقلانية لإصلاح ما أفسده الدهر، وتنفر كثيراً من الأصوات التي تكسر أجنحة اللغة العربية، ولا تتهاون مع السلوكيات النزقة التي تفسد حياة المجتمع. فلا يجب أن نتعامل معها بقسوة وخشونة، ومن الحكمة إطلاق سراحها، لأنه كما قال الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي: «كلما كثر احترام النساء عند قوم كثر أدبهم وطرافتهم، فعدم توفية النساء حقوقهن فيما ينبغي لهن الحرية فيه دليل على البربرية!».

أحب أصدقائي وزملائي في أروقة الجامعة وفي الفضاء العام، وأقدر كل الناس الذين يحلمون بالأمن والأمان وبلقمة نظيفة وشريفة وبفضاء خال من الفساد والعنف والجهل والفقر والمرض.

فيداهمنا الحزن النبيل عندما تحل بزملائنا النوائب والابتلاءات ويعيشون على حد السكين في سماء مترعة بضروب الغربة والحرمان والتمزقات النفسية والحياتية العميقة.

وفي هذه الأجواء الملبدة بالغيوم لابد لي أن أسأل سؤالاً بريئاً عن زملائي د. محسن وهيب، د. مفتاح علي أحمد ود. حسين العاقل:

متى سيعود هؤلاء إلى منازلهم؟ ولماذا يقبعون في أماكن دبقة وغير مأنوسة لا تليق بمكانتهم العلمية والأكاديمية؟.

إن ما نرى بأعيينا ونلمسه بأصابعنا ونطعمه في حلوقنا مأساة ودمار عبثي وخراب تراجيدي لا يقره العقلاء.

ولا أعتقد أن اعتقال أحمد عمر بن فريد، وعلي هيثم الغريب، وحسن باعوم، ويحيى الشعيبي، وعلي منصر، وحسن البيشي، وعباس العسل... سيحل الأزمة الطاحنة وسيطفئ الحرائق المشتعلة.

فالأوضاع هي هي والأجواء مكفهرة وستظل الجمرة تحت الرماد، طالما لم نعترف بالمشاكل، ولم نقدم على خطوات جسورة تفتح فسحة أمل لمستقبل باسم ليجنب الشعب الآلام والنكبات للخروج من عنق الزجاجة.

فهل استخدام القوة ومؤسسات العنف هو الأسلوب الأمثل لحل المعضلات؟.

فـ(غرور القوة يدفع صاحبه إلى الأعلى، وقد يجبره على الهبوط إلى القاع)، حسب تعبير الأستاذ أمين هويدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى