كلمة حق في المحامي القدير وجيه عبدالمجيد لقمان

> د.جعفر عبدالله شوطح:

> فجعت عدن صباح يوم الخميس 3 أبريل 2008م بوفاة المحامي القدير وجيه عبدالمجيد لقمان إثر أزمة قلبية أصيب بها في وقت متأخر من مساء الأربعاء بعد أن تناول سحوره لأنه منذ فترة ليست بقصيرة ظل ملتزما بصوم يوم الخميس من كل أسبوع.كما فجعت أسرته وزملاء المهنة وأصدقاؤه وحتى أهل الحي المتواضع الذي يعيش فيه.وهرع كل هؤلاء إلى مقر سكنه ووقفوا ساعات طويلة قبل أن يوارى الثرى.

تخرج المحامي القدير وجيه عبد المجيد لقمان في الاتحاد السوفيتي حاملا درجة الماجستير في القانون في عام 1968 وعيّن مسجلاً عاما ثم شغل في مواقع عدة ولسنوات طويلة في هيئة الادعاء العام وساهم إلى جانب ذلك في تأسيس أول معهد حقـــوقي لتأهــيل الــكوادر المتوسطة.

ونتيجة للوضع السياسي ظلم كما ظلم العديد من الكوادر القانونية في التدرج الوظيفي القيادي الذي يستحقه نتيجة عدم انخراطه في الانضمام للحزب الحاكم.

ونتيجة هذا الغبن غادر العديد من الكوادر القانونية والكوادر الأخرى من مهندسين وأطباء ومهن عدة أخرى من سوء المعاملة إلا وجيه عبدالمجيد لقمان ونفراً قليلاً من الكوادر فضلوا البقاء رغم كل الإغراءات التي تحصل عليها.

ومن عايش هذا المحامي القدير يعرف مدى قوة حبه الجارف لمدينة عدن والتصاقه بترابها.. لقد حاول بعض من أقاربه مساعدته للحصول على أكثر من موقع مغر خارج الوطن إلا أنه أبى وفضل الانخراط في مهنة المحاماة فهو عاشق عملاق لعدن ومن يحاول إخراجه منها يكون كالذي يخرج السمكة من الماء.

وبعد الوحدة عمل لفترة في المحاماة في صنعاء ثم عين وكيلاً مساعداً في وزارة الشئون القانونية ونتيجة لعشقه الأزلي لعدن لم يستطع فراقها فعاد إليها.

مات هذا المحامي القدير مغبونا خاصة وأنه لم يوافق على تلويث يديه رغم المغريات المالية فكيف يخون عدن وهو عاشقها، فهل يخون العاشق حبيبته، ولذا مات وهو محروم من كل امتيازات الوظيفة العامة ولم يتسلم إلا صافي راتبه.

فهل يعقل أن يكون راتب هذا الكادر القانوني القدير سبعة وعشرين ألفاً وخمسة ريالات.

ترى كم هو الراتب الحالي الفعلي للقضاة وكوادر النيابة العامة ورجال الأمن الذين درسوا على يديه علم القانون الجنائي في معهد الحقوق ؟ أهكذا تجازي اليمن ومدينة عدن عاشقها الذي رفض كل امتيازات الوظيفة ، رفض السيارة وقطع الأرض ومات مغبوناً ؟ ألا يستحق هذا القانوني/ المحامي الذي رفض تلويث يديه لفتة كريمة لتصحيح هكذا وضع بعد أن وارى جسده الثرى الذي حافظ عليه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى