العراسي النبيل في ذكرى رحيله

> د. هشام محسن السقاف:

> قبل عامين من الآن غيب الموت المفاجئ الصديق الصدوق أبا عمار أحمد عبدالله العراسي المترع حتى النخاع محبة للناس وصفاء، في وقت كانت الحاجات- ولا تزال- أشد ما تكون بحاجة إلى رجل من صنفه، رجل كبير بمقاييس الإنسانية السمحة ورجل كثير بمعايير الحب النادر الذي يضفيه على من حوله، توهجاً على السليقة.. لا زلفى ولا تكلفاً فتنداح مشاعر الألفة دون قيد أو حاجز.

لقد بنى هذا العزيز الراحل عنا جسداً والباقي في خصلات القلب والوجدان جسوراً من المحبة بينه وبين الناس بتلقائيته تلك التي تأسر الإنسان ولا تدع له مجالاً لفكاك من إسارها العاطفي الوجداني الصافي. فقد أسعدني أن تنشأ بيننا، تمتد وتتضافر خيوط اللقيا على درب الصداقة الحقة، بعد أن لفت انتباهي ذلك الحضور الإنساني الذي يضفيه على منتدى «الأيام» بعدن حين يحل به بين الفينة والفينة، وكيف يتطوع بسلاسة ومودة ليكسب مكانة في الصدور والعقول بجدارة، حتى إذا ما حل أخوه العزيز عبدالمجيد يتفانى في تهيئة المجلس الملائم لأخيه الأكبر بدماثة خلق واحترام يتماشى وتربية العراسي أحمد.

ومن اللقيا إلى لقيا يتعاظم واشج المحبة بيننا وكأن كلينا بحاجة لتعويض ما فاتنا من سنوات لم تسمح لنا بالتعارف مبكراً، وكان ما كان من أمر اتصاله التليفوني الأخير وهو يستفسر إن كنت في عدن أو الوهط ، حيث كان لدى صديقه المقرب أبوبكر السقاف قبل أن تتخطفه يد المنون ليعم الحزن هذه الأسرة الكريمة المثالية، وذلك الجمع الكبير من محبي أحمد عبدالله العراسي (أبوعمار) الذين لفهم حزن كبير ونبيل على رجل نبيل، رحم الله أبا عمار رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى