وأصبحت الوحدة همنا الأول!!

> عامر علي سلام:

> لعلنا جميعاً لا نستطيع اليوم أن نستفيق من همومنا اليومية ومتطلباتها التي تحمل حيناً هماً شخصياً أو أسرياً أو عملياً.. وتتغاير من شخص إلى آخر.. ومن مواطن إلى وطن كنا نحلم به وقد كبر وكبرت معه أحلامنا!! -عذراً- توقفت عن التفكير.. وأخذت الكتابة مني مبلغاً لا أقوى فيه على حمل قلم تنبض كلماته هموم الوطن الذي اغتسل بترابه الواحد في 22 مايو 1990م.. وحين بلغ أو كاد بعد خمسين يوماً تقريباً أن يبلغ من الرشد (18) عاماً أصبح عارياً.. شفافاً.. مخزياً.. لا يحمل ذرة واحدة من وطنية الأرض وكرامتها!! ومن خوف ألا يبلغ العشرين!! هذا الوطن.. وطنك عزيزي القارئ، وهو أيضاً وطن أبنائنا وأبنائك والمستقبل الذي لا نحلم به أبداً.. لا أنا ولا أنت في ظل هذه الظروف المشابهة.. فأي شيء يمكنه أن يعظم في نفوسنا غداً؟! عندما لا تجد مقعدا يجلس عليه ابنك ليتعلم.. ويواصل دراسته.. أو يجد عملاً.. وسكناً وزوجاً.. ومعاشاً.. وحياة كريمة!! ومع كل ذلك نحرص جميعاً أن نحافظ على وحدة الأرض اليمنية، وندعي بأنها الإنجاز الذي حققناه -عفواً- حققوه لنا بعد ويلات التشطير وسنين الفرقة والحدود.. حتى أننا جميعاً ألغينا كل الحدود.. لنصل اليوم لنلغي حدود الكرامة والإنسانية والعيش الكريم لملايين من أبناء هذا الوطن، وطني.. ووطنك عزيزي القارئ، الذي حاولنا أن نكسيه مجداً وقوة وحكمة وصبراً قبل مولده بأعوام، ونفاخر به بين الأمم.. وبين أقطار وطننا العربي الكبير.. بأننا نحن اليمانيين نستطيع أن نصنع للتاريخ مجداً يعربياً وسط شتات العرب وضعفهم وفرقتهم!!

ولكن هناك من لا يحب للشعب أن يحلم بمجده، وغرّته رائحة السلطة وأموال المناصب وهيلمان العزة بالأثم!! واعتقد في نفسه بأنه هو الأول والأوحد الذي صنع الوحدة ومجدها.. وهو أيضاً يحميها اليوم!! ممن؟!.. من أصوات المتقاعدين.. أو من لهاث الشباب العاطلين!! أو من أيادي تحترق بنار الغلاء يومياً، وهي تحاول أن توصلها سالمة كلقمة عيش إلى أفواه أبنائها.. أو من يريد أن يرى صرح هذه الوحدة وقد بلغ مبتغاه لكل أبناء اليمن؟!

إنها السنوات التي تجاهلناها من عمر هذا الوطن.. الذي لا نملك سواه.. شئنا ذلك أم أبينا، هذا الوطن الذي ندوس ترابه كل يوم.. ونستنشق هواءه.. ونسير تحت سمائه.. من منا اليوم يستطيع أن يشتري وطناً.. يرفع فيه رأسه.. وينال فيه حقوقه..، ويغرس فيه ذريته؟!!

فلننظر إلى شعوب الأرض، ولمن لا يجد وطناً يستند إلى جداره ولو بعد خمسين عاماً، كما يناضل أخوتنا في فلسطين، أو أولئك الأشقاء عند نهر دجلة والفرات.

ولنتعلم بأن هذا الوطن وثرواته، وأرضه، ووحدته ومستقبله ملك لنا جميعاً.. نحن أهل هذه الأرض المنزوية في ركن الجزيرة العربية نستطيع أن نبنيها، وقادرون على حمايتها وصيانتها لأجيال المستقبل إذا تخلينا عن غطرسة الذات المالكة، وادعاءات الحقوق النافذة بالمال والجاه والسلطة، لنعترف بأننا اليوم لا نفكر في وحدتنا اليمنية، بقدر ما نفكر بالولاءات الزمنية، التي حملناها من عهود التشطير الوطني، وقد تهدم الوطن بكل مافيه!!.. لنكتشف -ولو بعد عشرين عاماً من الوحدة اليمنية- بأننا لا نستحق العيش في هذا الوطن.. وقد أخذنا في إفساد كل شيء فيه.. حتى يصل الفساد إلى تفكير الأجيال القادمة.. ونعجز ولا نستطيع أن نحافظ عليه لأبنائنا.. كما استطاع الأجداد والآباء أن يحافظوا عليه لنا - ولو مشطوراً!!

اجلد ذاتك أيها اليمني.. اجلد ذاتك واعترف بحق العيش والكرامة والعزة لكل أبناء وطنك.. وأنك مسؤول عن حياة البشر ومعاشاتهم.. كما أنك مسؤول عن حياتك ومعاشك!!

ولتعلم بأن هموم الوطن جميعها في كفة، والوحدة هي همنا الأول.. الذي نحمله في عقولنا ونبض قلوبنا وأجسادنا ومستقبل تفكيرنا!!، ولكنها همنا الأول الذي يرتبط بالمواطنة المتساوية في كل الحقوق والواجبات، لأنها وحدة وطن.. وليست وحدة مناصب ووجاهات أو وحدة لنهب الثروات واغتنام الفرص!!

لذا نقول: هل أصبحت الوحدة همنا الأول في وطن يمني يتسع للجميع، أم أننا سنظل نجلد ذاتنا.. ونتبادل التهم.. عشرين عاماً أخرى قادمة؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى