السياحة في اليمن تقتصر على (المغامرين) بعد الاضطرابات

> صنعاء «الأيام» علا جلال:

> في الماضي كانت تلك الأزقة المتعرجة بالحي القديم في صنعاء تعج بالسائحين الأسبان والفرنسيين والأمريكيين الذين كان يجتذبهم تاريخ اليمن الممتد عبر 2500 عام ومعمارها الفريد، لكن سلسلة من الهجمات على الأجانب تتسبب في انصراف الزوار.

ويقول حسين عبد المغني وهو صاحب محل لبيع التذكارات إن السياح الوحيدين الذي يأتون إلى اليمن هذه الأيام هم «المغامرون».

وقال عبد المغني: «في الماضي كان يأتي إلينا أكثر من ثلاثة آلاف سائح في المدينة القديمة، لكن عددهم تراجع إلى 600 بعد الهجوم على السياح الأسبان». في إشارة إلى انفجار قتل سبعة أسبان في يوليو 2007.

وأضاف أنه بعد أن سقطت قذائف على مجمع سكني يقطنه أمريكيون وغربيون آخرون هذا الشهر، لم تستقبل المدينة القديمة سوى ستة سائحين.

وتابع: «السياح الموجودون هنا الآن هم مغامرون، ووجودهم هنا مسألة حياة أو موت».

وأعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عن الهجوم على المجمع السكني الذي لم يصب فيه أحد، وعن هجوم بالمورتر أخطأ السفارة الأمريكية فأسفر عن إصابة 13 فتاة في مدرسة قريبة الشهر الماضي.

وهز انفجار آخر منطقة قرب مكاتب شركة نفط كندية يوم الخميس.

وفي يناير نصب مسلحون كمينا لمركبتين تقلان سائحين في مدينة شبام، قتل امرأتين بلجيكيتين.وقتل السائحون الأسبان السبعة في انفجار بمعبد بلقيس في محافظة مأرب الشرقية المضطربة.

ويحاول اليمن وهو واحد من أفقر الدول في العالم خارج أفريقيا أن يشجع السياحة ويجتذب السائحين الأجانب لمقاصده الأثرية مثل معبد بلقيس ملكة سبأ وأبراج شبام التي تعود إلى القرن السادس عشر.

لكن رغم غناه بالمقاصد والجبال والشواطيء المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب والوديان البرية والأطلال الأثرية، فلا تمثل السياحة سوى 1.5 أو اثنين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لليمن.

وتواجه وزارة السياحة التي لم تستحدث إلا في عام 2006 مهمة شاقة في تحقيق هدفها باجتذاب مليون سائح بحلول 2010.

ويقول عبد الواحد الحميري وهو مدير فندق صغير يضم 22 حجرة في صنعاء إن خمسة سائحين ألمان كان من المفترض أن يصلوا هذا الاسبوع ألغوا حجوزهم بعد الهجوم. وأضاف بينما كان يتجول بين موائد مطعم الفندق الخاوية: «في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان هذا الفندق ممتلئا عن آخره تقريبا، لكن الآن لايوجد أحد تقريبا».

وينظر الغرب إلى اليمن الذي تنحدر منه عائلة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على أنه ملاذ لأعضاء التنظيم، الذين سجن عشرات منهم بسبب هجمات على أهداف غربية.

كما تسببت عمليات خطف الغربيين على أيدي أفراد القبائل الذين يحاولون الضغط على الحكومة لبناء طرق في الريف إلى انصراف الزوار، ويحتاج الأجانب إلى تصاريح من وزارة الداخلية للسفر خارج صنعاء، وهو إجراء تقول السلطات إنه يهدف إلى حمايتهم.

وقال عبد المغني: «ما نشهده الآن هو حرب على الاقتصاد، يشنها هؤلاء المهاجمون». وأضاف: «السياح الآن يخافون المجيء لليمن، ولاسيما الأمريكيون، لأنهم يشعرون بقلق بالغ من أن يتم استهدافهم».

وتابع بينما كان يشير إلى صورة له مع سائح أمريكي: «هو يريد المجيء مرة أخرى لكنه لا يستطيع». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى