من عامل ميكانيك إلى سياسي وكاتب!

> عبدالرحمن خبارة:

> توفي الأستاذ الفاضل علي محمد عبده عن عمر يصل إلى تسعين عاما، قضى معظمها مناضلا فذا ومكافحا عنودا مدافعا بلا هوادة ضد النظام المتوكلي الإمامي، ويرافقه الشيخ الزبيري والشيخ الوالد أحمد محمد نعمان، وغيرهم من قيادات حركة الأحرار اليمنية.

> بدأ حياته عاملا ميكانيكيا في قسم شركة (إيه.. بس كومبني) في عدن، وبسبب ارتباطه بالعمل النقابي والوطني ارتفعت مداركه وتطور وعيه السياسي، حيث لم تأت أواسط الخمسينات إلا وقد أصبح رقما مهما في الجمعية اليمنية الكبرى، وكاتبا مرموقاً في العمل السياسي والوطني.

> ارتبط بشكل أساسي بالأستاذ الوالد أحمد محمد نعمان، وطوال حياته حتى إصدار كتابه (لمحات تاريخ الحركة الوطنية اليمنية) في جزأين، الصادر عام 2002، في أكثر من 1200 صفحة، مسجلا بعلمه وسعة مداركه وبوعي ثاقب تاريخ حركتنا الوطنية المعاصرة، للفترة الممتدة من العشرينيات من القرن الماضي حتى نجاح الثورة في 26 سبتمبر عام 1962م في صنعاء.

> كان الأستاذ علي محمد عبده من ألمع الكتاب اليمنيين، فقد كتب في الصحف والمجلات منذ نهاية أربعينات القرن الماضي مدافعا بإخلاص عن القضية اليمنية، ووقف بشدة ضد الاتجاهات الانتهازية والوصولية في الحركة الوطنية اليمنية، ودخل في صراع كبير ضد هذه الاتجاهات، فاضحا وبلا رحمة ولا تردد مآربها الخبيثة، ويعد كتابه من أفضل الكتب التاريخية، وخاصة لحقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي لحكام تعز بالذات، الذين مارسوا كل الأعمال الوحشية والهمجية ضد الشعب اليمني في لواء تعز، ومآربهم السيئة ومغازلتهم السلطات البريطانية في عدن المستعمرة آنذاك.

> وبشكل موضوعي وعلمي مستند إلى الحقائق فنَّد المنظمات الفعلية التي حضَّرت لثورة سبتمبر بعيدا عن الأقاويل والادعاءات لمنظمات وهمية ادعت أنها مفجرة الثورة اليمنية.

> عزاؤنا لرفاقه وأهله وأصدقائه.. لهم ولنا الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون!..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى