عزة في زمن الذل!

> «الأيام» عارفين صالح الداهية:

> إن ما تشهده البلاد من تردٍ في الأوضاع والممارسات غير المسئولة، ما هو إلا صورة من صور الفساد الاجتماعي الذي أساسه فساد الأنظمة. وكل تلك الصور من الفساد المستشري تؤكد حقا أننا في زمن الذل والفساد.

للأسف الشديد أصبح من المشاهد في الزمن الراهن أن هناك عسرا في فهم مفردة- مسئولية- ولهذا فالجميع بحاجة إلى قراءة جديدة لمدلولاتها، ففي كل الأحوال أصبحت هذه الكلمة في غير مكانها، أو أنها منسوخة المعنى، فأصبحت المسئولية في نفس الوقت اللامسئولية!.

أصبح أتفه أولئك هم الذين يلهثون خلف مسئولية أنفسهم وحدها، ولا يشغلهم سواها، لأنهم استغلوها وفهموها بأنها الحرية المطلقة والملكية الخاصة المدعمة بالمنصب والكرسي، ومن هنا نبع وتفشى الفساد والإفساد، وإذا فتحنا المجال هنا للكلام عن الفساد الذي حل بمؤسسات الدولة وأنظمتها، فما عسانا أن نقول؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل!.. لكن يجب الإشارة إلى أن فساد الأنظمة القضائية، وكذلك المؤسسات التعليمية المختلفة، له الأثر البالغ والكبير في عرقلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية واستنزاف ثروات البلاد، وإثقال كاهل المواطن وظهور الفتن، فكيف تقوم لنا قائمة والحق ضائع أو مغتصب، والتعليم أصبح حبرا علـى ورق.. لا حول له ولا قوة، على ضوء ما تشهده البلاد من تردٍ في المعيشة لانتشار أوكار الفساد في معظم مؤسسات وأنظمة الدولة، وعلى رأسها النظام السياسي الذي بدوره يشكل حجر الأساس لعدد من الأنظمة، والنظام القضائي.

أخيرا أسأل الله أن يطيل في عمري حتى أشهد محاكمة ومعاقبة أول فاسد، وإذا كان الفاسد مسئولا، فمن المسئول عن المسئول؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى