كل شيء ممكن في اليمن

> برهان عبدالله مانع:

> تعودنا واعتدنا دائماً سماع حسيبك للزمن لا تستغرب أنت في اليمن، بمعنى كل شيء مستحيل ممكن يحصل في اليمن، ولايزال هنالك كابوس مفجع يراودني يقتحم تفكيري أرهقني حتى في منامي ويسرد شريطا مخيفا عنوانه:«كل شيء ممكن في اليمن». ولأني متعب ومرهق من كثر المآسي، لكن لا مفر من مشاهدة المهندس يصبح طبيبا وضعف المقدرة على التركيز والتمييز بين الطفل الجائع وشعار السياسي المخادع الكئيب والتاجر الذي أصبح لا يخاف الله، ونشاهد في بلاد الممكن الأمي مسؤولا كبيرا وبعض علماء الدين هائما وغانما والصحفي في جبن دائم، وفي غياب وعدم وجود الشهادة العلمية يمكن أن تصبح عالما مخترعا أو صاحب جاه وقرار صارم.

ومع احترامي الشديد المسبق للجميع، لأنني أتحدث عن البعض في بلاد الممكن، لأن هناك شخصيات رائعة جديرة بالمسؤولية تعمل لصالح وحدة الوطن وينطبق عليهم الرجل المناسب في المكان المناسب الخالي من الفساد والمفسدين.

واليوم أسرد للقراء فقط نماذج ثلاثة في بلاد الممكن وعلى سبيل المثال في التربية والتعليم وعالمها المخيف المختبئ وراء ستار الرسالة التربوية السامية أشرف المهن أمانة، والملاحظ وجود أهرام وهامات من التربويين الذي يمتلكون الخبرة التربوية والنفسية في بناء الأجيال، لكن في بلاد الممكن نشاهد في بعض المدارس مدراء ووكلاء في سن الثلاثين حديثي التخرج ويفتقرون لأبسط المقومات في إدارة الصرح التربوي وكل شيء ممكن في اليمن.

وعندما نرى نظام البلديات في أوروبا والفرق الشاسع وتأخرنا المخزي، حيث يتخللها نظام دقيق فيها الديمقراطية والمحليات وثبات وبروز العقول العلمية المبدعة المختصة المنطلقة كل في مجاله من أجل ازدهار المدن وتطورها، لكن في بلاد الممكن نشاهد في بلدياتنا سحب المهام رويداً من صلاحيات البلدية وكل يوم لنا مدير من أصحاب الممكن.

والمدهش مشاهدة الحفار أصبح مديرا عاما مع مرتبة ضوئية سرابية ويترأس ذوي الشهادات الهندسية وينفذ المشاريع (الهبرية).. وفي بلاد الممكن الحفار أصبح مديرا عاما، لكن سيأتي يوم سينير ضوء حقيقي ويرجع الحفار حفارا.

والمضحك والمتعب في آن واحد النموذج الأخير الجميل الأنيق المتميز بربطة العنق من الصباح الباكر ومقدرته على إخراس الألسن وإغماض الأعين حول فساده الأنيق وعقله المعلوماتي النظيف المتجدد بدقة في مفسدة بيع الوظائف وشعاره كل عام وأنت الحب بطريق وحيل ومعلوماتية جديدة، والمعروف أن الغلط في بلادنا كثير والممكن تفشى، فكانت أمنية موجهة إلى الجهة العليا لمحاربة الفساد زيارة هذه النماذج النادرة في العالم، ولكن لا نعيب على الحكومة، بل على أنفسنا لأننا نسمع البعض يقول ذا معه ظهر كبير أو المخرج يشتي كذا ولهذا لا نتفاجأ عندما نشاهد مدراء عامين حتى الممات وتوريث الإدارة ممكن. وندعو الله أن يزيح عني وعنكم كابوس كل شيء ممكن، ولنا نماذج رعنة جديدة في العدد القادم من بلد الفرندجس تزرع يافلاح فول يطلع عدس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى