قلنا ونؤكد القول!!

> عمر محمد بن حليس:

> أقول إنني أتلقى العتاب من بعض الأصدقاء بُعيد نشر أي مقالة لي في هذه الصحيفة التي أحبها حباً جماً، ومع ذلك أقول إن ما أكتبه لا غرض لي منه إلا ابتغاء مرضاة رب العالمين أولاً، ثم إرضاء لضميري الحي الذي ينبض بالحب لهذا الوطن الموحد ولكل أهله أينما كانوا .

لذلك تكون كتاباتي التي أدعو فيها دائماً إلى استخدام العقل واتباع الحوار، الذي يعد جسر الوصول إلى الحقيقة مهما تباينت وجهات النظر وتعددت المفاهيم لأنني والذي نفسي بيده أتألم كثيراً عندما أرى صوراً لأطفال وشيوخ ونساء تتقاذفهم نيران الفتن والاقتتال، فلا يجد بعضهم المفر من جحيم ما آلت إليه أوضاع بلدانهم وخوفاً من أن نجد أنفسنا - والعياذ بالله - في مثل ذلك المصير الذي تأتي نيرانه على الأخضر واليابس، دعوت ومازلت وسأظل أدعو إلى أن العقل وحده هو السبيل إلى ما نرجوه جميعاً من أجل النهوض بيمننا الحبيب ومواجهة مختلف التحديات، ومادامت الفرصة بين أيدينا فلا يجب أن نخسرها، لأن بعد الخسران يأتي الندم في حين لا ينفع ولا يجدي، فلماذا ياترى العتاب؟! مع أنني قلت في معظم كتاباتي إضافة إلى ماذكرته سلفاً بأن هناك فريقين من الناس كل يرى أنه على حق فيما يقوله .

الأول : هو الذي يُجمّل القبيح ويقبح الجميل، فضلاً عن أنه لا يتورع عن ممارسات وسلوكيات لا تمت إلى نعمة وحدة 22 مايو بصلة تذكر، مع أنه بهكذا سلوكيات لا يخدم هذه الوحدة التي بها نفتخر ونفاخر، بل إنه يجلب الأضرار دون المنافع .

الثاني : هو الذي لا يرى إلا مكامن القصور فوصل به الأمر إلى حد القول بأن الوحدة سبب حتى في صغر حجم (قرص الرغيف)، فيرى أن العيش الرغيد لن يكون إلا بالعودة (وهي المستحيلة في نظري) إلى ما قبل 22 مايو، متناسياً أنه بمجرد القبول بهذه الأفكار سيكون قد وضع البلد على شفير الخطر الكبير (والعياذ بالله) .

والحقيقة أقول: إن كلا الفريقين ومن يمثلهما ويسير على (خطاهما) إنما يزرع وينشر ثقافة الكراهية بين أبناء هذا الوطن الواحد، وهم بأمس الحاجة إلى مزيد من التلاحم ورص الصفوف وبذر الحب والإخاء والوئام والألفة والأمن والأمان، كعناصر مهمة من عناصر تهيئة مناخات أكثر جذباً للاستثمار بمختلف أشكاله وأنواعه .

ومن هذا المنطلق أقول وبكل تواضع إن مقالي هذا عبارة عن رسالة مفتوحة للجميع لمختلف الأحزاب والقوى السياسية وأركان المجتمع المدني، للمشايخ والقبائل لكل من تعز عليهم هذه الأرض بحضارتها العريقة وتاريخها المشرق من أبناء شعبنا في الداخل والخارج، لكل الغيورين على حاضرهم ومستقبل أبنائهم، فلا يجب أن ننصت لمن يريد أن يتاجر بمستقبل أبنائنا ويصادر أحلامنا وتطلعاتنا، لا يجب أن ننجر خلف سراب وأوهام أو مخططات ستلقي بنا جميعاً في مكان سحيق، تتحول بعدها الأرض الخضراء إلى جُرُز، وصدق الله القائل:(أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم)وحفظ الله يمننا واحداً موحداً آمناً مستقراً مزدهراً والله على ما نقول شهيد .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى