المشاعر في أسواق المزادات العلنية

> «الأيام» فهد عليالبرشاء

> في أسواق المعاملات العاطفية تصادف الكثيرين ممن يعرضون مشاعرهم بغية بيعها، أو عرضها في مزاد علني تتفاوت فيه أسعار المشاعر والأخلاق، دون حفظ ماء وجه المشاعر التي حرم القلب إهدار كرامتها واستباحة حرمانها، ورفع الحصانات القلبية التي كفلها لها قانون الحب والعشق، وصانها قانون النبض والإحساس.

هكذا دون مسوغ قانوني، أو حق شرعي أصبحت المشاعر تباع بأبخس الأثمان، بل ربما توهب من البعض لأناس ضعاف النفوس يغالون فيها أو ربما يستخدمونها لأغراض الإغواء والشيطنة واللعب بالعواطف وكسب الأفئدة التي تهفوا دوما لمثل هذه المشاعر الصادقة التي لاتعرف لغة المداهنة، وفن المجاملة، وسحر الكلمات المعسولة التي تذيب القلوب، وتزعزع الكيان، وتحرك المشاعر المكبوتة، وتثمل الأوصال.. أصبحت المشاعر مجرد مستأجر بداخل قلوب البعض يتم التعاقد معه ردحا من الزمن، أو ربما عقد مفتوح قابل للتجديد أو الإيقاف حسب الظروف والمستجدات الجسدية التي لاتلتزم بقانون معين أو تخضع لرقابة عقلية تحاسبها في حالات الانجرار والانحراف وتعدي حدود المعقول والمسموح به ضمن خارطة الجسد الواحد الذي ربما يصبح أحيانا متنزه تقضي فيه لحظات الاستجمام وإشباع الرغبات في لحظات الشبق الراعش الذي يقضي على كل مبادئ الإحساس والوفاء مقابل ساعات من الحميمية المصطنعة التي يتبادلها البعض، حتى إن كان ذلك على حساب الحياء المفقود في الكثيرين ممن يشترون المشاعر من أسواق المعاملات العاطفية.

مشاعر مزيفة في مضمونها ومزورة في أوراقها وتأشيرات عبورها إلى القلوب والأرواح، بل ولم تكتمل إجراءات سفرها إلى قلوب أخرى، ولم تهيئ لها سبل الراحة والإقامة، ودراسة إمكانية استمراريتها، مع العلم المسبق بفشل إقامتها أو حتى انسجامها في ظل قلوب تشوبها شوائب الزمن ومغريات الدنيا، هكذا تسافر خلسة في لحظات قيلولة العقل، أو ربما بيعت في السوق السوداء التي لاتخضع لرقابة مراقبي الجودة والصلاحية ومشرفي المصداقية والإحساس، وتخدير الضمير حتى تقضى المصالح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى