المحافظ..بدون صناعة «الجوكر»

> نعمان الحكيم:

> الحقيقة أننا كلنا في الوطن نطمح إلى الاستقرار والأمن، ونحب أن يكون لنا رؤانا في اختيار من يمثلنا، ومن يحكم مدينتنا، برغم الذي فات، وبرغم الذي يصير اليوم.. وقد رحبنا - بحذر - بقرار انتخاب المحافظين، وإن كنا نبدي تحفظاً على انتخاب محافظ من غير أبناء المدينة أو ساكنيها لمدة طويلة، وذلك عبر المجالس المحلية التي تمثل أغلبية الحزب الحاكم، إلا أننا نتفق على أن تكون الفترة انتقالية ولمدة (4 سنوات)، بعدها يتم التأصيل لحكم محلي حقيقي، يترشح فيه المحافظ ومدير عام المديرية من المدينة والمحافظة المعنية، وعبر الاقتراع الحر من كافة المواطنين، وليس عبر ممثليهم، الذي يحصل اليوم انتقالياً!

والبعض يرى- وهو محق في رؤيته- أن انتخاب محافظ يجب أن يستند إلى الكفاءة والوطنية والمراس والقدرة على تحمل المهام بجرأة وجسارة، وليس بالضرورة أن يكون ابناً للمدينة أو من أهلها.. المهم أنه بتلك المواصفات وينتمي إلى اليمن أرضاً وإنساناً.. ويحظى بأصوات تمكنه من التفوق عن جدارة واستحقاق، وليس عن تدليس ونفاق.. والرؤى تختلف في ذلك، ولكل فيما يعشق مذاهب!

نحن قد لا نختلف كثيراً حول ذلك إلا إذا دخلت السياسة في المدياسة، وصارت الأمور - ضحكاً على الذقون- بعملية تمثيلية باهتة على طريقة (خرج من الباب وعاد من الطاقة.. والعكس صحيح)، وهو التخوف الذي نرى أماراته اليوم من خلال المناشدات التي لا تمثل وجهاً حقيقياً للديمقراطية والخيار الذي بدأنا نتلمس حدوثه.. ألا وهو التزكية أو عدم القبول إلا بما هو في رأي هذه الفئة أو تلك.. وهو ما يفقد الموضوع أهميته..ولن يكون أدنى بصيص أمل لو ظلت الحال على هذا المنوال!

والمحافظ.. هنا أو هناك، هو شخص يتحمل مهام وطنية كبيرة ولا ينبغي له أن يؤثر شخصاً على آخر بسبب الانتماء والقرابة، والخلاف والاتفاق، وعليه فإن المحك العملي يبان من سياق العمل.. والتجربة تشير إلى محافظين ناحجين، وآخرين (نص نص).. فلماذا الإصرار على أن يكون فلان من الناس هو (الجوكر) الذي يتنقل من محافظة إلى أخرى، ثم أليس هناك عنصر نسائي يمكن أن تسند إليه المهمة بترشيح خال من الحزبية وغيرها، اللهم الانتماء للمدينة أو المحافظة ثم الوطن؟!

إن عدن لها خصوصية منذ وجودها على الأرض.. فهل نراعي هذه المسألة؟ وهل عندما نقول ذلك نكون قد أنصفنا أهلها ومكناهم من اختيار من يحكم محافظتهم بحق وحقيق.. أم سنظل في الوصاية والمجاملات التي لا تنفع بل تثير سخطاً وحقداً، وتؤلب الناس إضافة إلى ما أصابهم من غلاء جائر جعلهم فقراء لا يقوون على مواجهة الحياة اليومية في أبسط صورها!؟

إن التزكية والتأييد لمبادرة الرئيس مطلوبان، لكن بقراءة متجردة وبدون إملاء أو تلميح بكولسة تؤدي إلى ما لا ينفع الناس ولا يخدمهم.. وعدن ليست بحاجة إلى أكثر مما قد جربته في تاريخها منذ الاستقلال وحتى اليوم فهل فهمنا.. أم أننا لا نريد أن نفهم..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى