بدلا من الهروب إلى الأمام

> عبدالرحمن خبارة:

> هل الاعتقالات لمئات أو عشرات من الشخصيات الاجتماعية والسياسية، صحفيين، كتاب، فنانين، عسكريين ورجال قبائل وطلابا من أبناء المحافظات الجنوبية يمكن أن تكون مصدرا للاستقرار وللسلم الأهلي؟.

> إذا ما اتفقنا على هذا المنطق الأعوج فإننا نهرب إلى الأمام، ونكذب على أنفسنا وعلى شعبنا، لأن الاعتقالات لم تكن في يوم من الأيام- وهذا من تجربتنا في اليمن وفي سائر بلدان الشعوب الأخرى- طريقا أو مسارا لأي استقرار، سواء كان سياسيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا.

> المعتقلون الجنوبيون في العاصمة صنعاء أو في سائر عواصم المحافظات وبالذات الجنوبية، لهم وجهات نظر سياسية وحقوقية من المفروض الاعتراف بها، ولم يكن الحراك الشعبي والجماهيري حبا نرجسيا للحراك وحده، بل جاء لتراكم المظالم والقهر منذ صيف حرب 94م.

> وباعتراف الدولة والحكومة التي تردد على الملأ أنها قد حلت الكثير من المشاكل، وخاصة في إطار المتقاعدين العسكريين، غير أن قادة الحراك وبالذات مجالس المتقاعدين العسكريين يذكرون في بياناتهم وتصريحاتهم أن ما تم حله لايزيد على 10 % (من مجموع 81 ألفا هم قوام الجيش الجنوبي السابق).. ولم تحرك السلطة ساكنا، فما يخص المدنيين الذين يزيد عددهم حسب إحصاءات وزارة الخدمة المدنية على 43 ألفا، معظمهم من الذين يطلق عليهم (خليك في البيت).

> وهناك معطيات أفرزها الواقع تتعلق بفقدان الوظائف القيادية في المحافظات الست في الجنوب، وقضايا نهب الأراضي، وحرمان المحافظات المنتجة للبترول والغاز من أي عوائد، ناهيك عن الوظائف، وهناك أكثر من 90 % من الدبلوماسيين فقدوا مناصبم، وبسبب غياب تشغيل المنطقة الحرة في عدن طوال عهد الوحدة، وتلاشي مصانع ومنشآت اقتصادية في عدن وفي محافظات أخرى زادت نسبة البطالة لأكثر من 70 % من مجموع القوى العاملة في بعض المحافظات، وباعتراف المنظمات الدولية، وهم بمثابة قنبلة موقوتة.

> ويلاحظ المراقبون سواء كانوا محليين أم أجانب أن هناك شجبا ورفضا قاطعا مانعا من قبل السلطة للاعتراف بحقوق الناس والتفاوض معهم، وهذا لايؤدي إلا إلى مزيد من القتامة، كما إن السلطة لا تملك مشروعا لمواجهة هذا الواقع، بل إن خيارها ينصب على استخدام القوة وعمليات الاعتقال والمداهمة، ومنع الناس من التعبير عن مطالبهم سواء في المهرجانات أم التظاهرات وغيرها من أشكال النضال السلمي.

> إذا كنا نظريا وعمليا نؤمن بالشعار الذي نردده، بأن (الوطن للجميع)، فما أحوج السلطة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحوار مع جزء من الوطن بدلا من ضياع الوقت الذي يقود إلى توترات وتشنجات، ويمكن تصادمات تؤدي إلى ضياع البلاد والعباد، وهذا ما لا يتمناه كل وطني شريف..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى