على خلفية أنات الفنان نجيب سعيد ثابت ..ضريبة الثقافة والذين يحفرون الصخر بأظفارهم

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> المهتمون بشأن الثقافة يعيشون حالة إحباط جراء ما يحدث لهذا القطاع الحيوي في عموم الوطن ومحافظة عدن على وجه الخصوص، لأنها واجهة المجتمع الحضري والحضاري، ولأنها صاحبة تراكم في سائر القطاعات ومن ضمنها قطاع الثقافة، ففي حوار أجراه الزميل رشاد ثابت مع القامة الكبرى عبدالله البردوني في 14 فبراير، 1995م، ونشرته الزميلة «النداء» لأول مرة في عددها (143) الصادر في 19 مارس ، 2008م، قدم البردوني في سياق الحوار شهادته للتاريخ بالقول:«كانت عدن بالنسبة إلى اليمن والجزيرة والخليج مثل باريس في الغرب والقاهرة في الشرق».

وأنا أمام هذه المشهد المحزن أسعفتني الذاكرة من جانب وإرشيفي من جانب آخر في استحضار حال الثقافة وأهل الثقافة في هذه المحافظة الطيبة فانحنيت تقديراً للكوكبة المجاهدة في جبهة الثقافة، وأكتفي بذكر هؤلاء الطيبين:

1- الأخ عبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة بعدن والمعاناة التي يتجشمها من الموارد الشحيحة والإمكانات الأقرب إلى درجة الصفر، حيث لا تتوفر وسيلة نقل للمكتب بكل دوائره وأقسامه، بل ويكاد باكدادة أن يكون الاستثناء من المدراء العامين الذين لم يحظوا بسيارة على الرغم من خدمته التي تمتد لثلاثين عاماً، منها (17) عاماً في مركز قيادي. اطلع الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية على أوضاع مكتب الثقافة بعدن وبؤس مديره العام فوجه رئيس الوزراء بصرف سيارة لبائس الثقافة باكدادة. سارت الإجراءات على ما يرام واصطدمت عند مكتب وزير المالية، الذي تذرع بعدم وجود اعتمادات.

2- الأخ مبارك سالمين، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، فرع عدن والمجاهدون الآخرون في الفرع أمثال عبدالرحمن عبدالخالق وعبدالرحمن إبراهيم وشوقي شفيق على سبيل المثال لا الحصر، الذين يحفرون الصخر بأظفارهم، والذين ينظمون الفعاليات الثقافية بوتيرة منتظمة وكان آخرها مهرجان عدن الثالث «المكان والصوت» ويعملون من خلال موازنة لا تستحق الذكر، وأسجل شهادتي للتاريخ أن فرع عدن يعكس مكانة عدن السامية.

3- الفنان نجيب سعيد ثابت:

شدني كثيراً الحوار الذي أجراه الزميل منصور نور مع الفنان المجاهد نجيب سعيد ثابت مدير عام الموسيقى والفنون الشعبية بوزارة الثقافة، والذي نشرته الزميلة «14 أكتوبر» في عددها (14093) الصادر في 24 أبريل، 2008م والذي لامس فيه عدداً من القضايا والفعاليات للوزارة وكان آخرها الأسبوع الثقافي اليمني السعودي والحفلات التي نظمت خلال الفترة 22- 27 مارس، 2008م في الرياض والدمام وجدة وشارك فيها (12) فناناً و(36) موسيقياً ومنشداً و(25) عضواً في فرقة الرقص الشعبي.

تحدث الأخ نجيب (وهو من بيت فن) عن مشروعه الفني المتواضع الهادف إلى تنشيط الفرق الفنية في الموسيقى والإنشاد والفنون الشعبية التي برزت بصماتها في مناطق معينة مثل عدن ولحج وأبين وحضرموت، وتحدث الأخ نجيب في السياق نفسه عن العوامل التي أسهمت في ازدهار الثقافة بعدن خلال الخمسينات والستينات من القرن المنصرم.

4- فقيد المسرح أحمد سعيد الريدي، مدير عام الثقافة السابق بعدن:

يحضرني في هذه المناسبة الكتاب الموسوم «المهرجان الأول للمسرح اليمني»، الذي أعده أحمد سعيد الريدي، رحمه الله، وعقد المهرجان في المركز الثقافي بأمانة العاصمة في أكتوبر 1990م (بعد قيام دولة الوحدة بثلاثة أشهر)، وقدمت خلال الفترة من 8 وحتى 17 أكتوبر 1990م مسرحيات قدمتها فرق من عدن، وحتى فرقة المكفوفين قدمت مسرحية «الاستغاثة» التي ألفها رأفت مصوعي وأخرجها محمود هادي، وقدمت فرقة مصافي عدن مسرحية «عائلة في خطر» ألفها أحمد محمد الشميري وأخرجها عبدالله مسيبلي، رحمه الله. أما أحمد الريدي، رحمه الله، فقد أخرج مسرحية «إدارة شؤون الزير» التي ألفها محمد صالح الشاعر، رحمه الله، وقدمتها فرقة المسرح الطليعي بعدن، وقدمت فرقة أكتوبر (بعدن) مسرحية «الغيل يا ملك الزمان» التي ألفها سعد الله ونوس وأخرجها إسماعيل خليل، علاوة على مسرحيات أخرى أخرجها منصور أغبري ومحمد الرخم، ومسرحيات أخرى قدمتها فرق من حضرموت ولحج وأبين.

ونحن بصدد الحديث عن المسرح لا يسعنا إلا أن نذكر أصحاب البصمات في هذا القطاع:

سالم الجحوشي وعلي أحمد يافعي وسعيد علي عولقي وفيصل حسين صوفي وفيصل علي عبدالله وحسين السيد وقاسم عمر قاسم وأنيس شاكر والسيد حسن صالح وأمين ناشر غالب ونرجس عباد وإنصاف علوي ومحاسن سعيد والقائمة طويلة.

السؤال : لماذا تألقت عدن حينئذٍ ؟ اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى