يوم لله يامحسنين!

> سعيد عولقي:

> فرضت سنين العمر على عميد (الجسة) الأخ حسن فرور أن يدخل عيادة اختصاصي العيون الذي أجرى له الفحوص اللازمة، وقرر أنه يحتاج إلى عملية في العيون التي كَلَّ نظرها.. هذا الموضوع جرنا إلى الحديث عن ظروف الصحة وأحوال الطب وأسعار العمليات والأدوية، والذي منه.. وقادنا من جديد إلى الكلام عن فكرة هي مش جديدة ولكنها نائمة في دواخلنا وتنتظر من يخرجها إلى حيز التنفيذ.. كما أنها- أي هذه الفكرة- موجودة ومطبقة وناجحة في بعض الدول الشقيقة وبالذات في مصر العزيزة.

أكيد سمعتم على مستشفيات ومستوصفات وعيادات الخير والبر والإحسان في مصر، وما تقدمه من خدمات صحية للمحتاجين، ممن لايقدرون على دفع التكاليف الباهظة في مختلف التخصصات وعلاج كل الأمراض التي يمكن علاجها وبأسعار رمزية تكاد تكون بلاش.. نحنا ما نشتيش ننقل التجارب نقل مسطرة من هناك أو غير هناك.. لكننا لابد أن نفكر في مخرج مشابه يؤدي خدماته للمجتمع دون أن يكلفه دم قلبه، وأعرف أننا لو أردنا نقدر على ذلك، با نقدر عليه، المهم سلامة النية وحسن المقصد.. وصدقوني لو أخلص للفكرة رجال الخير ورجال العلم والطب والمداواة فإن الفكرة ستدخل حيز التنفيذ.

با نلقي أول شيء نظرة على الموجود والحاصل من الإمكانيات الموجودة لتحقيق هذه الفكرة التي قلنا إنه إذا أخلصت النيات لإنجاحها فإنها باتكون (لمبر ون)- رقم واحد يعني- صدقوني، لأن كل العناصر موجودة ومتوفرة بالزيادة، بس عملك على صدق العزيمة وحسن النية، والباقي على ربنا الذي بيده كل المصائر ويعلم ما بالسرائر.. فنقول أولا أنه عندنا من الجمعيات الخيرية ما يزيد على الهم على القلب، ونحنا هنا قبل ما واحد يرفع صوته لكم جني يشلكم، ما نشتيش منكم تتحملوا كل شيء، وإنما تتعاونوا مع بعضكم البعض بدل ما تتنافسوا على ما فيش.. فبدون ما تشلكم أم الجن وتعجن ادرسوا الموضوع جميعا بنية صافية بعيدة عن روح المنافسة الميالة إلى المماحكة، فإذا خلصت النيات ستكون نتيجة عملكم هي النجاح، وبعدين لاتنسوا أنه هذا المجال من صميم، بل أنه من صماصيم عملكم.. بالله عليكم أيش بعد مريض معسر محتاج للعلاج تمدون له أيديكم؟!.

أقول إنه في اقتراحي يقع عليكم واجب التأسيس لمشروع خيري حقيقي وكبير تدرسوه معا.. رأس من ريوس كل جمعية خيرية وتقدروا كم باتقدر تساهم كل جمعية في دفع (الزلط) الذي تقدر عليه وتجمع الباقي كتبرعات، والله يحب المحسنين.. إذا اتوفقتم كلكم في الاجتماع على كلمة سواء صلحوا مستشفى خيري وإلا مستوصف كبير وإلا بيت، الأقل عيادة شاملة، وتكون هذه المنشآت شاملة لكل التخصصات في كل الأمراض الممكن علاجها في بلدنا الحبيبة، التي تحبها كل أمراض الدنيا المعروفة وحتى المجهولة.

على كل الجمعيات الخيرية أن تحدد كم تقدر تقدم للمشروع من معونات نقدية وعينية وسمعية وبصرية، وتتفق مع بعضها البعض على كيفية توظيفها.. ثم أنه يبقى على هذه الجمعيات العبء الأكبر، وهو الوصول إلى أكبر الكفاءات الطبية والعلمية في بلادنا.. والاتفاق معها على المساهمة بجهد محدود من جهودها بالعمل التطوعي في هذا المشروع الخيري، سواء كان مستشفى أو مستوصف أو عيادة أو سموها ما شئتم من الأسماء.. وقيام هذا المشروع وتسميته ما بايستويش إلا بقدر البذل في إقامته، فالنتيجة طبعا باتكون على قدر الجهد لو توحد بجد ومسئولية، فأما مستشفى أو مستوصف أو عيادة.. يبقى الاتفاق مع كبار رجال الطب والعلم والاختصاصيين لكي تكون مشاركتهم- وهي أساسية- ضرورية ليكونوا هم النجوم المتلألئة في هذا المشروع الذي أتمنى بفضل تعاونهم مع جمعيات الخير أن يكون عظيما ومثمرا بحق.. يعني هكذا نطرح الموضوع على هذه الكفاءات بأن يخصصوا يوما واحدا للخير لوجه الله تعالى للحضور، وكل واحد حسب تخصصه.. اللي يفحص واللي يحلل واللي يجري العملية واللي يتابع ما بعد ذلك بعد أن يكون قد تابع ما قبله، والمتابعين هذونا من الأستاف يجب أن تدبرهم الجمعيات الخيرية صاحبة المشروع اللي اتفقنا على أن تجتمع فيه رؤوسهم على كلمة سواء.. طبعا فهمتم أن المشروع سوف يتكامل بتكاتف الكل لإنجازه، فعلى الجمعيات تدبير التمويل والمنشأة والأستاف (البويات والأردليين والأردليات)، ثم- وهذا مهم- التنظيم الإداري والمتابعة مع أطبائنا الكبار وبروفسوراتنا الأفاضل.. وعلى هؤلاء الكبار اللي ما يقدرش الزغير ولا الفقير الوصول لهم زيما قلنا تخصيص يومين وإلا يوم في الأسبوع تطوعا، واللي ما يقدر حتى يخلي تطوعه يومين في الشهر منشان الله سبحانه وتعالى يبارك لهم في بقية أيام الشهر.. وما فيش مستحيل، لو نشتي نقدر، ومش نقدر وبس.. نقدر ونص وثلاثة أرباع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى