هل يتمرد ميدفيديف على معلمه ؟

> موسكو «الأيام» اليسا دي كاربونيل :

>
ديمتري ميدفيديف
ديمتري ميدفيديف
عمل صانعو الصورة في الكرملين طوال الفترة المحمومة التي سبقت عملية نقل السلطة المقرر لها غدا الاربعاء على التأكد من أن زعيمي روسيا سينظر اليهما على أنهما عضوان في فريق فائز موحد غير قابل للانقسام.

فقد بث مشهد سير الرئيس فلاديمير بوتين وخليفته الرئيس المنتخب ديمتري ميدفيديف معا على البساط الاحمر وهما يدلفان خارج احد قاعات الكرملين مرات لا حصر لها طوال الشهور الماضية.

ثم الحكاية عن المحامي الشاب ميدفيديف الذي نال ثقة زعيم روسيا طوال سنوات العمل تحت قيادته.

سيصبح ميدفيديف هذا الاسبوع رئيس روسيا فيما سينتقل بوتين إلى منصب رئيس الوزراء وسيحكم الاثنان في تناغم كامل كما وعدا مرارا.

وقد لجأ مراقبون يرومون استجلاء شيئا من تصورات المستقبل لتحليل السيرة الذاتية السياسية لميدفيديف واستخلاص الدلالات الاجتماعية.

ويتمايز كل من الزعيمين عن الاخر.

وعلى الرغم مما تردد عن الاستعانة باخصائي لتدريبه على محاكاة بوتين في كل شئ من خطابه حتى مشيته بحسب مصادر مطلعة في الكرملين فان ميدفيديف سمح لاراء عفوية أكثر ليبرالية من آراء بوتين أن تصدر عنه,وكان هذا كافيا حتى لاكثر منتقدي الكرملين لرؤية إمكانية للتغيير.

وقد اعترف بطل الشطرنج السابق واحد منتقدي الكرملين بضراوة جاري كاسباروف في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) مؤخرا بضعف الامل في أن يحقق ميدفيديف اختراقا سياسيا.

وفي الواقع فان السيرة الذاتية لميدفيديف تكاد لا تكشف عن اختلاف عن معلمه المتهم باعاقة الحريات السياسية ودعم السلطة خلال السنوات الثماني التي أمضاها في الحكم.

والسؤال الان عما إذا كان ميدفيديف سيتمرد على شخصية الاب المتجسدة في بوتين وسيخرج من تحت ظله تحقيقا لتطلعات دبلوماسيين غربيين عقدوا الامال على تصريحات ميدفيديف الاخيرة التي انحاز فيها للمنافسة الحزبية التعددية وحرية الصحافة وإصلاح القضاء الروسي وتحسين العلاقات مع الغرب.

والامال الخارجية في حدوث تغيير في الادارة بعيدا عن قبضة بوتين القوية على السلطة تنبع من حقيقة أن ميدفيديف ليست لديه خلفية الـ ( كي جي بي) - المخابرات السوفيتية- التي يتشاطرها بوتين ودائرته النخبوية البارزة في الكرملين.

تقول اولجا كريشتانوفسكايا استاذة علم الاجتماع التي تتابع ديناميكيات النخبة بالاكاديمية الروسية للعلوم " إن شابا صغيرا على وشك تولي رئاسة روسيا وهو شاب يمكن القول انه واحد من جماعة المثقفين نظرا لخلفيته وتعليمه ".

وأضافت " من المحتمل أن يأتي ميدفيديف بالمثقفين والتكنوقراط ورجال الاعمال إلى الكرملين " ليحلوا محل النخبة من رجال الامن في الكرملين الذين يشكلون نحو 30 في المئة من النخبة السياسية ".

وينتمي ميدفيديف الذي يصغر بوتين بثلاثة عشر سنة إلى جيل مختلف نما وترعرع مع حقبة هزيمة الشيوعية وسياسة التقارب مع الغرب في حين أن بوتين /55 عاما/ ، على النقيض ، نما وتربي في كنف المبادئ الشيوعية ومع تعلم المساواة بين السلطة الوطنية والقوة العسكرية. وأطلق بوتين على انهيار الاتحاد السوفيتي "أكبر كارثة سياسية" في القرن العشرين. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى