الفنان خالد السعدي.. السينما كانت محطة جديدة في حلمه

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> عندما يوقظ أحلامك حدث جميل فإنه يذكرك بماض جميل أيضا، وبأشخاص أكثر جمالا.. ذلك هو قيام الفنان اليمني الإماراتي المتعدد الإبداعات خالد السعدي، حدث ذكرنا به- بخالد السعدي- وبه أخال أنه ذكرنا بثلة من أصدقاء ذلك الزمن الجميل.. أصدقاء شباب كانوا وقتها تواقون للانعتاق من شرنقة الانغلاق.. قيس أحمد حسن، غيثان جمعان، عبدالحليم هاشم، وهيب مقبل، فيصل علي عبدالله، علي عبيد فاضل، الأخوان محمد وعلي عبده وخالد السعدي، الذي كنا نفضل مناداته بخالد سعدين.

كلنا حين كنا نلتقي نتحدث ونحلم بطموحاتنا وآمالنا ومشاريعنا التي كنا نبنيها في ساعة صفاء، كلٌ منا كان له حلمه.. فيصل علي عبدالله-رحمه الله وطيب ثراه- كان المسرح حلمه، فشد الرحال في أوائل السبعينات إلى أرض الكنانة (مصر) فتحققت أحلامه ودرس المسرح ثم أقام مسرحا هناك عرفه من خلاله كبار فناني مصر.

قيس أحمد حسن جمع في حلمه بين الصحافة والفنون التشكيلية، فترك سلك التدريس ليصبح أحد افضل مخرجي الصحافة.. علي عبيد فاضل، عبدالحليم، غيثان، وهيب، وكاتب هذه السطور.. كل منا حلم بأكثر من مشهد فتقلبت بين أيدينا ظروف الارتقاء ما بين خفض ورفع حتى استقرت أحلامنا بما رضينا به.

خالد السعدي كان متفردا عن أغلبنا منذ بداياته بإصراره أن يكون فنانا شاملا، ساعدته في ذلك مميزاته، أناقته المفرطة، هدوءه، رؤيته الثاقبة، وثقته في إطار حلمه الموعود.. فبدأ مع الموسيقى والغناء، فأصاب في هذا الميدان الكثير من النجاحات.. مايزال أرشيف تلفزيون عدن يشهد له بنجاحاته تلك، وكذلك الإذاعة. سافر سائحا إلى دول عربية فكانت مصر قبلته، زاده ذلك ثراء في فنه ومواهبه، حتى عزم أخيرا الاستقرار في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عقود ثلاثة لظروف أسرية، لم يتخلَ عن حلمه القديم الجديد، فأصر أن يكون له فيه تواصل، فثبّت (مداميك) جديدة على أرض جديدة، له فيها جذور، استوعب المتغيرات بسبب الجغرافيا والناس، فبقت الموسيقى متأصلة في أعماقه وكذلك حال الغناء، فأجاد وأبدع.

هاجس جديد شغل باله خلال السنوات الأخيرة، إنه هاجس السينما والتمثيل والشاشة الفضية.. كيف لا؟! ومثاله الأعلى منذ بداياته الفنية تجربة الموسيقار الكبير أحمد قاسم عندما غامر بكل ما ملكت يداه ليصنع فيلما.

وهكذا تعيد التجربة وروح المغامرة نفسها مع الصديق العزيز الفنان خالد السعدي حين حزم حقيبة سفره لتستقبله مصر وهي فاتحة له ذراعيها ومرحبة بهذا القادم العربي من جزيرة العرب (خالد السعدي). تعرف على عدد من المخرجين وكتاب السيناريو والمشتغلين في عالم السينما المصرية- هوليوود العرب- حتى ارتبط بصداقة متميزة مع المخرج المصري الكبير محمد خورشيد وبالأديب كاتب السيناريو الأستاذ محمود طلعت. المخرج محمد خورشيد وجد في الفنان السعدي كل مقومات وعناصر الممثل الموهوب الذي يؤمل منه. السيناريست محمود طلعت شده هذا التوافق بين خورشيد والسعدي فشكل معهما ثلاثيا، فبدأوا على الفور في مشروع سينمائي يكون بطله الفنان خالد السعدي.

شاءت الصدف الجميلة حين هاتفته أثناء وجوده في مصر منذ أسابيع ثلاثة أن السعدي في ضيافة المخرج الكبير خورشيد والسيناريست طلعت، وأنهم مشغولون بوضع اللمسات الأخيرة لفكرة الفيلم. الفرصة كانت سانحة لي لأتحدث مع المخرج وكاتب السيناريو عبر الهاتف لحظتها لأكثر من نصف ساعة. لم يبخلا خلال حديثهما معي بسرد تفاصيل قصة الفيلم، فأسهبا، ولكنهما تمنيا علي كما فعل بطل الفيلم (السعدي) أن أحتفظ بتلك الإفادات وأن أترك أية إشارة لمضمون الرواية إلى حين إنجاز الفيلم، فقطعت على نفسي وعدا بالكتمان إلى يوم مشاهدتها شريطا سينمائيا.

لايفوتني أن أذكر أنه خلال تلك المحادثة الهاتفية قد علمت من جميعهم أن مسلسلا عن حياة (عبدالوهاب اليمن)- كما أسماه خورشيد- عن الفنان الراحل يوسف أحمد سالم على طريق إعداد روايته، وكذلك السيناريو ليبدأ العمل به بعد إنجاز الفيلم مباشرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى