ناجون من اعصار بورما يخرجون من بين الدمار طلبا للماء والطعام

> لابوتا «الأيام» هلا هلا هتاي :

>
بدأ الالاف من الناجين من اعصار بورما يصلون الى بلدة لابوتا الفقيرة جنوب غرب بورما حيث يجوبون شوارعها طلبا للطعام والماء بعد ايام من الترحال عبر المياه التي غمرت مئات الجثث قادمين من المناطق المنكوبة التي محا فيها الاعصار نرجس العديد من القرى.

وقال مراسل لفرانس برس وصل الى المنطقة المنكوبة جنوب دلتا نهر ايراوادي التي كانت الاكثر تضررا من الاعصار الذي بلغ عدد ضحاياه حتى الان 60 الفا بين قتيل ومفقود، انه لا يوجد لا طعام ولا ماء في هذه البلدة التي يخيم عليها الموت.

وكانت بلدة لابوتا والقرى المجاورة تضم نحو 90 الف نسمة قبل الكارثة. ويتقاسم الواصلون الى لابوتا الكميات القليلة من الأرز غير المدروس المتوفر لديهم.

وقال رجل ان "وجوه الناجين باتت بلا مشاعر. لقد فقدوا عائلاتهم وبيوتهم ولم يعد لديهم مكان يلجأون اليه، ولا طعام ياكلونه".

وبدت افواج الناجين تصل مع انحسار المياه في بعض المناطق عن مشاهد الموت والخراب، مع اعلان الامم المتحدة موافقة المجلس العسكري الحاكم على ارسال شحنة عاجلة بعد خمسة ايام على الكارثة تحت ضغوط دولية للسماح للعاملين الانسانيين بالدخول الى البلاد.

وقال احد سكان البلدة "نحن غير قادرين على النوم لاننا نسمع اصوات اناس يصرخون في الليل. ربما يكونون اشباح القرويين الموتى".

وتمكن من استطاع من الناجين السير عبر الوحل والجثث سعيا للحصول على مأوى وطعام وماء وعناية صحية بعد هذه الكارثة التي تعد من اكبر الكوارث الطبيعية التي عرفها العالم.

وقال شهود ان الاعصار الذي ضرب البلاد السبت ترافقه رياح بلغت سرعتها 190 كلم في الساعة غمر المنطقة بمياه يصل ارتفاعها الى ستة امتار غطت حتى الاشجار، طافت فوقها جثث الغرقى.

وفي جنوب العاصمة الاقتصادية رانغون، حيث يعيشون 300 الف نسمة، دمر الاعصار مناطق باكملها. وقدرت فرق اطباء بلا حدود العاملة ميدانيا حجم الدمار ب 80% وبعض المناطق تغمرها المياه حتى ارتفاع متر في منطقتي دالا وتوانتي وفق المعلومات الاولية.

واكدت المنظمة ان "الوسائل المحدودة جدا المتوفرة لدينا تجعلنا عاجزين عن التحرك بصورة ملائمة لتلبية احتياجات السكان"، داعية السلطات الى اصدار تاشيرات دخول بصورة عاجلة لموظفي الاغاثة والخبراء الدوليين، مشيرة الى ان لديها فرقا "تنتظر منذ اكثر من يومين تاشيرة دخول للمجىء والمشاركة في اعمال الاغاثة".

وبعد ايام من الانتقادات الموجهة الى الجنرالات الحاكمين منذ قرابة نصف قرن والذين كانوا مترددين في السماح بدخول العاملين الانسانيين، قالت الامم المتحدة انهم سمحوا اخيرا لخبراء بالتوجه الى البلاد لكن ذلك لن يحدث قبل بضعة ايام.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة اليزابيث بايرز في جنيف "نامل ان تستمر روح الانفتاح هذه"، معلنة عن توجه طائرة تحمل 25 طنا من المساعدات من ايطاليا مع خبراء من الامم المتحدة في مواجهة الكوارث. لكن المكتب عاد واعلن بعد الظهر ان تلك الطائرة لن تغادر قبل نهاية الاسبوع حتى يتم تحميل المساعدات.

ولقي نبأ موافقة سلطات بورما على السماح بنقل مساعدات ترحيبا من وكالات الاغاثة الدولية التي اشتكت من نفاد الوقت في حين يواجه الملايين خطر الموت جوعا في بورما.

وقدمت وعود بتقديم المال والمساعدات العينية من مختلف انحاء العالم لكن الجنرالات الخائفين من النفوذ الغربي سعوا الى الحد من التدخل الخارجي مصرين على انه لن يسمح تلقائيا بدخول الخبراء.

وسعيا لتسريع المساعدات، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان بلاده تسعى لاستصدار قرار عن مجلس الامن الدولي "يفرض" على رانغون السماح بوصول المساعدات الدولية الى ضحايا الاعصار نرجس.

وذكر الوزير الفرنسي بان الامم المتحدة اقرت "مسؤولية الحماية" ضمن "مبدأ التدخل الانساني" الذي يعتبر كوشنير احد مهندسيه.

وفي واشنطن، اعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان بلادها لا تزال تنتظر رد النظام العسكري على عرضها ارسال فريق متخصص في التعامل مع الكوارث.

وكان المجلس العسكري رفض في 2004 تلقي مساعدات من الخارج لمساعدة ضحايا التسونامي.

واكد حزب المعارضة البورمية الموضوعة قيد الاقامة الجبرية اونغ صن سو تشو أمس الأربعاء على ضرورة التحرك بصورة عاجلة لتوفير المساعدات للمنكوبين، وخصوصا من الامم المتحدة.

وشدد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية على ضرورة التحرك بصورة عاجلة "واجراء تقييم ميداني للوضع قبل ان يقضي الالاف من المنكوبين حتفهم".

واضاف المكتب ان "الامن الغذائي في البلاد في حالة خطيرة اصلا وهو مهدد بمزيد من التدهور".

وقال سكان لفرانس برس ان النظام لم يقدم مأوى للمشردين.

وقال طبيب محلي "نحن بحاجة الى مسعفين للحالات الطارئة" محذرا من ان الكثيرين يموتون بسبب حالات الاسهال نظرا لتدهور الاوضاع الصحية.

وقال اندرو كيركوود رئيس منظمة "سيف ذي تشلدرن" (انقذوا الاطفال) في بورما،وهي احدى المنظمات القليلة التي سمح لها بدخول البلاد، ان "المساعدات لم تصلهم وهم يموتون"، مضيفا "هناك الملايين من المشردين. ولكن كم مليونا؟ لا نعرف".

واضاف كيركوود "نحن في سباق مع الزمن، ويجب ان تكون اولويتنا الان العناية بالناجين -- ونحتاج الى مساعدات ملحة للوصول الى الاطفال والعائلات الناجية".

واشار كيركوود الى ان الاعصار الذي ضرب الدلتا المنخفضة غمر المنطقة بمياه يصل ارتفاعها لعدة امتار,وقال كيركوود "نعلم ان بعض المناطق لا تزال مغمورة بالمياه المالحة. والبعض ليس لديهم مياه للشرب او غذاء. واذا لم تصل المساعدات الى هذه المناطق، فان عدد القتلى قد يرتفع".

وقال في بيان ان "نحو 40% من سكان الدلتا هم من الاطفال الذي تقل اعمارهم عن 18 عاما، ولذلك نتوقع ان يكون 40% من القتلى والمفقودين من الاطفال".

ومع توجيه نداء من البابا بنديكتوس السادس عشر، بدأت بعض المساعدات العينية بالوصول.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان برنامج الاغذية العالمي بدأ بتوزيع بعض الاغذية في رانغون.

واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من جانبها انها ستؤمن مساكن طارئة لالاف من السجناء الذين دمر الاعصار عنابرهم.

وهبطت طائرة تنقل مساعدات من تايلاند الاربعاء، هي الثانية خلال يومين، وقامت مجموعات اغاثة بتوزيع اعانات كانت لديها في البلاد.

ووصلت طائرة بوينغ صينية الى رانغون تحمل 60 طنا من المساعدات كما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة. وفي سنغافورة اعلن عن اقلاع طائرة محملة بالمساعدات الطبية. كما اعلنت بنغلادش ارسال طائرة عسكرية من دكا محملة بمساعدات طبية ومؤن وملابس.

وفي الامارات، اعلنت جمعية الهلال الاحمر الاماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد الخيرية السعي الى ايصال مساعدات عاجلة الى منكوبي بورما.

كما اعلنت اسبانيا انها سترسل طائرة محملة 13 طنا من المساعدات الى تايلاند بانتظار توفر الظروف التي تسمح بتوزيع المساعدات على منكوبي بورما.

وقالت اليابان انها سترسل مزيدا من المساعدات وخصوصا من الاغطية ومياه الشرب. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى