قواسم مشتركة بين محاربي العراق وفيتنام

> ووترتاون «الأيام» كلوديا بارسونز :

>
ابان حرب فيتنام كان الجنود الامريكيون المعارضون للحرب يضعون قصاصة ورقية على الزي العسكري كعلامة على الرفض وهو عرف سري يريد البعض ممن يشاركون في حرب العراق إحياءه.

السارجنت ايلي رايت مسعف خدم في العراق وفي انتظار تسريحه لأسباب طبية إثر إصابته بجرح في الكتف وباضطرابات نفسية نتيجة التعرض لصدمة.. تمتليء ذراعاه وكتفاه بأشكال مختلفة من الوشم وقد أضاف إليها مؤخرا وشما على شكل قصاصة ورقية سوداء على يده اليمنى.

قال رايت في مقابلة بمقهى في ووترتاون قرب فورت درام "اثناء حرب فيتنام كان الرجال المعارضYن للحرب يضعون قصاصة ورق في مكان ما على الزي العسكري.. كانت طريقة بسيطة للتعريف بأنفسهم."

وأضاف "قررنا بدلا من وضع قصاصات ورقية فحسب أن نوشمها على أجسادنا كتذكرة مستديمة برغبتنا الشديدة في الانسحاب." وعبر عن أمله في أن ينهج الجنود المعارضون للحرب في العراق هذا النهج.

وقال رايت "إنها يدي التي أؤدي بها التحية العسكرية وقد خرقت القواعد بفعلي هذا... لهذا أغطيها بضمادة."

ومضى يقول "في يومي الأخير سأنزعها وأؤدي التحية للقائد وأعبر له عن شعوري."

كان رايت مسعفا في ساحة القتال في العراق ثم عمل في مركز وولتر ريد الطبي العسكري حين عاد الى الولايات المتحدة عام 2004 .

كلف بالعمل في أجنحة يعالج بها مرضى فقدوا أطرافا أو يعانون من إصابات في المخ أو إصابات أخرى خلال الحرب في العراق وافغانستان ثم التحق بعد ذلك بالعمل في غرفة الطواريء حيث قال إن هناك الكثير من المرضى من محاربي فيتنام القدماء ممن يعانون من مشاكل مع الكحوليات والمخدرات.

يقول رايت "بعد أن رأيت مشاكلهم وكيف أنها ترجع الى وقت بعيد بدأت أفكر فعليا في هذا النظام بكامله... رأيت هذه الإخفاقات على جميع الأصعدة. إنه أمر يمتد أثره لأجيال."

ويعاني رايت من اضطرابات نفسية نتيجة التعرض لصدمة ومن مشاكل في النوم وفقدان ذاكرة وتوتر كما عولج من إدمان الكحوليات. إنه واحد من نحو 300 الف شخص من أفراد الجيش يعانون مشاكل متصلة بالصحة العقلية بعد أدائهم الخدمة في افغانستان او العراق.

يقول "أخبروني صراحة أنهم يفتقرون للعمالة والموارد اللازمة لتوفير المشورة الطبية لكل فرد على حدة لذا كانوا يعطوننا أدوية ويدرجوننا ضمن علاج جماعي."

مثل هذه الروايات تعيد الذكريات الى ذهن دين انطوني (60 عاما) الذي كان ضابطا بسلاح المشاة خلال حرب فيتنام عام 1968. فقد أصيب برصاصة في الرأس لكنه نجا وعاد الى الخدمة.

يقول "كان لهذا أثر هائل علي... هذا الاقتراب الشديد من الموت والنجاة حتى من الإصابة بجرح خطير."

ويضيف أن تعبير الاضطرابات النفسية الناجمة عن التعرض لصدمة لم يكن له وجود حين عاد الى الوطن. وقال "كل ما في الأمر هو اننا كنا غاضبين بشدة."

وأضاف أن حربي العراق وأفغانستان أيقظتا الماضي ودفعتاه الى التدرب ليصبح مستشارا نفسيا. وهو يعمل بمركز لتقديم المشورة الأسرية في ووترتاون حيث يقابل جنودا يتملكهم الغضب ويعانون من الإدمان وأعراض أخرى للاضطرابات النفسية الناجمة عن التعرض لصدمة.

ومضى يقول "الحرب تسبب صدمة لقطاع من الناس ممن يخوضونها حتى ولو كانت من أجل قضية جيدة. والشبه بين العراق وفيتنام يكمن في أن القضية مثيرة للشك."

توم بيرجر الذي يرأس اللجنة الأمريكية لمكافحة الاضطرابات النفسية لدى محاربي فيتنام قال إن العديد من العوامل تشير الى أن نسبة الجنود الذين يخدمون الآن والذين سوف يعانون من مشاكل تتصل
بالصحة العقلية قد تتجاوز نسبة العشرين الى الثلاثين في المئة التي كانت بين محاربي فيتنام القدماء.

في حرب فيتنام كان معظم الجنود يخدمون لعام واحد. اما في العراق وافغانستان فإن مئات الآلاف من أفراد الخدمة يجري نشرهم اكثر من مرة.

يقول بيرجر "من بين العوامل الأخرى التي تزيد الأمور تعقيدا هو أن نحو 16 في المئة من جنودنا العاملين من النساء... إنهن معرضات لنفس النوعية من الأحداث المسببة للصدمة مثل الرجال ولم يسبق أن تعاملت امريكا مع هذا الوضع من قبل."

إن الإصابة التي تميز حربي العراق وافغانستان هي إصابات الدماغ التي تنتج عن انفجار قنابل مزروعة على الطرق. وتظهر الأعراض عادة بعد فترة وقد تشمل مشاكل عقلية تتشابه أعراضها مع أعراض الاضطرابات الناجمة عن الصدمات.

وقال بيرجر إن القادة العسكريين يبذلون جهودا للتعامل مع المشاكل المتصلة بالصحة العقلية لكنهم يفتقرون الى الموارد والعمالة.

وأضاف أن المجموعة الأكبر التي تسعى للحصول على رعاية خاصة بالصحة العقلية في منشآت شؤون المحاربين القدماء هي من محاربي فيتنام الذين ما زالوا يعانون بعد 40 عاما من الحرب التي تسببت في انقسام داخل امريكا في الستينات والسبعينات.

ومضى قائلا "لا يمكن الشفاء من اضطرابات ما بعد الصدمات لكن يمكن معالجتها وتخفيف حدتها. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى