ميدفيديف يؤدي اليمين رئيسا لروسيا

> موسكو «الأيام» أوليج شتشيدروف ومايكل ستوت :

>
أدى ديمتري ميدفيديف أمس الأربعاء اليمين القانونية رئيسا لروسيا ورشح سلفه فلاديمير بوتين لتولي رئاسة الوزراء تمهيدا لفترة غير مسبوقة من الحكم الثنائي.

وأكد ميدفيديف (42 عاما) وهو محام سابق وحليف قوي لبوتين على الحرية وحكم القانون في أول تصريحات يدلي بها بعد أن أدى اليمين في مراسم هادئة بقاعة القديس أندرو بالكرملين.

وقال أمام 2000 شخص حضروا مراسم التنصيب التي أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة "أعتقد أن أهم أهدافي هي حماية الحريات المدنية والاقتصادية."

وأضاف "علينا أن نكافح من أجل احترام القانون حقا والتغلب على العدمية القانونية التي تمثل عائقا خطيرا أمام التطور الحديث."

وبعد ذلك بفترة قصيرة اتبعت الحكومة التي يقودها فيكتور زوبكوف البروتوكول بتقديم استقالتها. ومهد ذلك الطريق لميدفيديف كي يرشح بوتين رئيسا للوزراء في استكمال لعملية انتقال السلطة.

ووصل الزعيم الجديد إلى الكرملين وحده في سيارة مرسيدس سوداء مدرعة تحركت على جانبيها 11 دراجة نارية. ويرث ميدفيديف اقتصادا مزدهرا يدعمه ارتفاع أسعار النفط لكنه يرث أيضا مجموعة كبيرة من التحديات منها الفساد المستشري والتضخم المرتفع وانخفاض عدد السكان وتعثر الصناعة والزراعة والعلاقات المتوترة مع الغرب وجيران روسيا من الجمهوريات السوفيتية السابقة.

ويتهم منتقدون في الداخل وحكومات غربية بوتين بانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات الديمقراطية. وأعاد بوتين إحكام قبضة السلطة على الاقتصاد وعالم الأعمال.

وذكرت متحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي جورج بوش تمنى لميدفيديف التوفيق في دوره الجديد وعبر عن تطلعه للتعامل معه. وأضافت أن الزعيمين سيجتمعان على الارجح خلال قمة لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي ستعقد في اليابان هذا الصيف.

وقبل أن يؤدي ميدفيديف اليمين دخل بوتين الكرملين بمفرده وشكر الشعب الروسي على ثقته ودعمه خلال فترتي الرئاسة اللتين تولاهما على مدى ثماني سنوات.

وحث بوتين الشعب على دعم ميدفيديف لكنه طلب منه أيضا عدم الحياد عن سياساته,ويحول الدستور دون تولي بوتين الرئاسة لفترة ثالثة.

وقال "من المهم أن يواصل الجميع المسار الذي بدأناه بالفعل والذي ثبتت صحته."

وعقب المراسم رأس البطريرك أليكسي الثاني رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قداسا في كاتدرائية قريبة لمباركة الرئيس الجديد. وسلم ميدفيديف في وقت لاحق الشفرات السرية التي تتحكم في أسلحة روسيا النووية.

وكان بوتين قد رشح ميدفيديف كخليفة له في ديسمبر كانون الأول الماضي مما عزز فرص فوزه في انتخابات مارس آذار. ويعمل الرجلان معا منذ أوائل التسعينات.

لكن زعيم الكرملين المنتهية ولايته سيحتفظ بنفوذ سياسي كبير بعد تركه منصبه سواء من خلال دوره كرئيس للوزراء أو رئيس لحزب روسيا المتحدة الذي يسيطر على البرلمان,وهو لا يزال السياسي الذي حظي بأكبر شعبية في روسيا على الإطلاق.

وكان بوتين قد قال إنه لا يجد أي مشكلة في العمل مع ميدفيديف الذي ذكر أنه يشاركه الرأي بالنسبة لمستقبل البلاد.

لكن الحكومة التي سيرأسها الاثنان من الناحية الفعلية تثير قلق كثير من الروس الذين اعتادوا على وجود زعيم واحد قوي. وهم يتساءلون عن الترتيبات التي ستتخذ في حالة وقوع أزمة ومن ستكون له الكلمة العليا.

وقال سفير غربي "معارضو بوتين لا يعتقدون أنه ستكون مشكلة لكن الأمر الذي يدعو للاهتمام هو أن حلفاء بوتين هم الأكثر قلقا بشأن ما قد يحدث على غير ما يرام."

وينتظر محللون قرارات التعيين الأولى التي سيصدرها ميدفيديف بحثا عن دلائل عما إذا كان الرئيس الجديد سيحكم بشكل مستقل أم سيعتمد على حلفاء بوتين,وستتركز الانظار تحديدا على المناصب الكبرى في الإدارة الرئاسية وجهاز المخابرات.

ويعتقد بعض المراقبين لشؤون روسيا ان ماضي ميدفيديف كرئيس لشركة جازبروم الحكومية العملاقة للغاز ورئيس للإدارة الرئاسية يؤكد أنه الشخصية المناسبة لحكم الكرملين.

وقال فلوريان فينر المدير المشارك لمؤسسة (يو.إف.جي) لإدارة الأصول التي لها ما قيمته 1.8 مليار دولار من الأصول الروسية "وسائل الإعلام بأجمعها تقلل من شأن ميدفيديف وترتكب الخطأ ذاته الذي ارتكبته قبل ثماني أعوام... القضية الحقيقية الوحيدة لديهم هي التضخم."

ومن المتوقع أن تعلن أسماء المرشحين لتولي الحقائب الوزارية بعد أن يوافق البرلمان على ترشيح بوتين رئيسا للوزراء اليوم الخميس.

(شارك في التغطية جاي فالكونبريدج) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى