الحظ يحالف العشرات من مرضى غزة في السفر الى مصر والمئات ينتظرون

> معبر رفح «الأيام» مي ياغي :

>
حالف الحظ عشرات المرضى الفلسطينيين في السفر الى مصر لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، في حين تجمع المئات منذ ساعات الفجر الاولى وانتظروا تحت اشعة الشمس الحارقة على امل السماح لهم بالسفر بعد فتح المعبر جزئيا لمدة ثلاثة ايام للحالات الانسانية الطارئة.

داخل سيارة اسعاف نبهان حبوش (62 عاما) كان ممدا على حمالة مكشوف الساقين من شدة الحر ويجلس بجواره ابنه رافت الذي قال لوكالة فرانس برس "ابي مصاب بسرطان في كتفه واصيب بجلطتين في المخ، اتمنى ان نتمكن من السفر اليوم الى مصر واجراء عملية استئصال للورم بالليزر".

واضاف "التحويلة الطبية موجودة معي منذ عدة اشهر ولكننا لم نتمكن من السفر بسبب اغلاق المعابر المستمر، بالرغم من تدهور صحة والدي".

وفي سيارة الاسعاف عينها يجلس شيخ مسن في العقد السابع من العمر يدعى ابو سليم وهو مصاب بسرطان في الحنجرة، وحين يتحدث يضع جهازا اسطوانيا قبالة حنجرته لمساعدته على النطق ويقول متهكما "انا عندي ورم في الحنجرة وساذهب الى مصر حتى اتزوج الزوجة الثانية بس ان شاء الله ندخل اليوم".

وفي ذات المشهد تجلس طفلة صغيرة مبتورة الساق الايسر وترتدي نظارة سميكة العدسات على كرسي مدولب وبجانبها والدها مفيد حبوش الذي حاول حمايتها من اشعة الشمس الحارقة ومواراتها عن عيون الناس.

ويقول ان ابنته ذات الخمسة اعوام "ولدت باعوجاج في العمود الفقري وذهبت بها الى مصر منذ عام ونصف واجريت لها عملية جراحية لتثبيت العمود ولكن الطبيب قطع الشريان الاورطي المغذي للاطراف السفلية عن طريق الخطا".

واضاف بحسرة "هذه الغلطة كلفت ابنتي ساقها اليسرى وتعطل عمل اليمنى بنسبة 60% وها هو تثبيت العمود الفقري قد افلت". وتابع "اتمنى ان ندخل اليوم الى مصر لاعادة تثبيت العمود".

وقال "اتمنى ان تفتح المعابر بشكل دائم وتعود لسابق عهدها فبحوزتي تحويلة لعلاج ابنتي منذ شهرين ولكن المعابر مغلقة".

اما فاطمة (30 عاما) فلم تكن اوفر حظا من غيرها حيث جلست تتكئ مع ابنائها الخمسة على بعض الكتل الاسمنتية الفاصلة بين الجانبين المصري والفلسطيني، وتحتضن اصغر اطفالها محاولة ان تحجب عنه اشعة الشمس بجسدها وتقول "كنت قد جئت لزيارة امي حين فتحت العريش ولم اتمكن من العودة مع اطفالي، اعلم ان المعبر اليوم فتح للمرضى ولكني اتية على امل ان يحن علينا احد".

وتتمنى فداء النحيلة الجسد والتي تبدو عليها مظاهر الاعياء والتعب وهي اكبر اطفال فاطمة "اتمنى ان يسمحوا لنا بالمرور فلقد فاتني الكثير من الدروس وانا اعتدت ان اكون الاولى في الصف كل عام. يجب ان اعود الى مصر لكي اعوض ما فاتني".

من جهته قال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس "بدانا اليوم بادخال المرضى ذوي الحاجة للعلاج في الخارج عبر معبر رفح".

واضاف "قمنا بادخال 550 مريضا بواسطة 40 سيارة اسعاف فلسطينية و5 حافلات وجميعهم يحملون تحويلات طبية رسمية من وزارة الصحة".

واشار الطبيب حسنين الى ان من بين المرضى المسافرين "200 جريح ومصاب في الاعتداءات الاسرائيلية و30 حالة حرجة اضافة الى سبعين طفلا دون سن السادسة عشرة".

وعبر عن امله ان "نتمكن من ادخال مرضى اليوم الأحد ايضا عبر معبر رفح" وتابع "نامل ان يتم فتح المعبر بشكل دائم لتنتهي معاناة ابناء شعبنا خصوصا المرضى والمصابين".

وفي السياق عينه قال اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس ان "فتح معبر رفح لمدة ثلاثة ايام بدءا من أمس السبت امام الحالات الطارئة ياتي في سياق التخفيف من معاناة شعبنا وبناء على التنسيق بين حماس ومصر ونامل ان يكون مقدمة لفتح المعبر بشكل دائم وكسر الحصار".

واضاف رضوان "في اليوم الاول سيتم السماح بالعبور للمصابين والحالات المرضية،وفي اليوم الثاني سيسمح للعالقين في الجانب الفلسطيني، واليوم الثالث للفلسطينيين العالقين من الجانب المصري الى غزة".

واشار رضوان "اذا لم تستجب اسرائيل للتهدئة فاشقاؤنا في مصر لديهم وعد بفتح المعبر". وتابع "اعتقد ان مصر لن تقبل بتجويع شعبنا وبحصول ابادة جماعية".

ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد بالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم المليون ونصف المليون نسمة على العالم الخارجي.

وقد اغلقت اسرائيل المعبر كليا منذ حزيران/يونيو الماضي. ومنذ ذلك الحين لا يعمل المراقبون الاوروبيون الذين يتولون مراقبة سير العمل في المعبر، فيما يسمح في احيان قليلة بادخال "حالات انسانية طارئة".

وكانت مصر حصلت نهاية الشهر الماضي على موافقة الفصائل الفلسطينية على مشروع تهدئة مع اسرائيل تبدأ في قطاع غزة وتمتد لاحقا لتشمل الضفة الغربية مقابل فتح المعابر ورفع الحصار المفروض على القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ حزيران/يونيو. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى