ارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما

> «الأيام» فتحي محمد المخور - شبوة

> يعد بر الوالدين من أهم وأعظم العبادات التي أمرنا بها الله سبحانه، لأنهما سبب وجود الإنسان، ومن أجله تحملا الشدائد والأهوال، وفي سبيل تربيته نالا من التعب والمصاعب ما لايحصى.

لأجل ذلك قرنت طاعة الله بطاعة الوالدين في أكثر من موضع في القرآن الكريم، حيث جاء في محكم التنزيل «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا»، ومن الملاحظ اقتران طاعة الله تعالى بطاعة الوالدين في آية واحدة لما لطاعتهما من منزلة كبيرة وعظيمة عند الله سبحانه وتعالى.

كما فضل رسولنا الكريم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، عندما أقبل عليه رجل فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله تعالى. فقال له: «فهل لك من والديك أحد حي؟». قال: نعم، بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله تعالى؟». قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما».

ولاينقطع برهما بالوفاة، وقد يتساءل المرء كيف يكون برهما بعد وفاتهما؟ يتضح لنا ذلك في استفهام السائل، وإجابة النبي صلى عليه وسلم عليه، عند مجيء رجل من بني سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء، أبرهما بعد وفاتهما؟. قال: «نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما».

ربما يبالغ البعض بصنيعه لوالديه، فيقول أنا فعلت كذا وكذا، ولكن مهما كان بره بوالديه فلن يستطيع أن يؤدي حقهما.

ومن أجل مجتمع يسود فيه البر يجب على كل ابن أن يتذكر أنه في يوم من الأيام سيكون (أب) لذلك لابد عليه بر وطاعة والديه حتى يبره ويطيعه أبناؤه، فالجزاء من جنس العمل.. «وما جزاء الإحسان إلا الإحسان» كما جاء في الذكر الحكيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى