ستون عاما على ضياع كرامتنا!

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش /المعلا - عدن

> ستون عاما تمر على ضياع كرامتنا في فلسطين، ستون عاما قاسية كغيمة سوداء أمطرت حقلنا فأنبتت هزائما وضياعا وجوعا وقهرا وشتاتا، ستون عاما تمر على حمل أمنا الكاذب، ومازلنا حتى بعد علامات وإشارات وحقائق الهزيمة نأمل أن يكون مولودا عظيما، ولكنه حمل تمخض عن رحلة ممعنة في الهزيمة، وأحلام وأمنيات شاخت قبل أن تغيب في غيابة جب القضية.

ستون من سنوات الانكسار، حملناها على ظهورنا، وحين تقوست أورثناها أبناءنا ليستكملوا المشوار مع حلاوة الهزيمة ونعومة النصل حين يلامس مواطن غفلتنا، ستون عاما فقدنا فيها كل شيء وكسبنا الهزيمة، فقدنا الكرامة والسيادة والريادة، استقلنا من وجودنا ومن وجوهنا التي تاهت في المنافي، بعضنا أشار بإعادة رسم الخريطة، وصنف ثانٍ طالب باعتقال كتاب الجغرافيا ونسف رأس التاريخ وثالث تدثر بعباءة صمته فدخل في بيات من سكون لايرجى منه صحو، ورابع وخامس وسادس.. أدلجوا في ليل لا أوبة منه، فيا لها من خيبة طويلة أورقت دروبا تفضي إلى شتات دائم، وهزائم رفعنا لها الرايات وأنشدنا لها الأناشيد، وتعالت الزغاريد، ورقصت الغانيات على بساط من نثار اللحم والدم.

ستون عاما من الأحلام المزيفة بالبحث عن نصر لا شجاعة فيه ولا بطولة، وهل يحلم الأموات؟ وكيف ينتصر سيف استقال من مضائه؟. ستون عاما انتفخنا فيها وتوردت وجناتنا، ومن عجز ووهن ترهلنا وكبرت عجيزتنا، واكتفينا بالتصفيق لدم الشهداء.

الخامس عشر من أبريل كان البداية وكان النهاية.. فلسطين لاتنتظرينا فنحن مجرد حضور عابر في زمنك المقدس، نعم كنا شهود يومك الأسود، إن شق عنك ثوب الطهارة واعتلاك صهيون الخبيث، ولكن ماذا فعلنا ياترى؟ لقد فعلنا ما نجيده كل يوم، أصابتنا رعدة، وسالت مآقينا بالدموع، وقليل منا من انتضى كرامته وارتحل بدمه إليك، وعوضا- يا فلسطين- من البحث عن مكامن قوتنا استكنا إلى لذيذ ضعفنا، وانتشينا بالاحتفال بعيد نكبتك في كل عام.

فلسطين لاتبحثي عنا، ولتبحث عيونك عن صلاة الأنبياء ودم الشهداء، ونخوة المعتصم وصباحات صلاح الدين على أبوابك، واستصرخيهم فهم من يحمل مفتاح الزمن الآتي، زمن البدايات المضمخة بالكرامة ورائحة البرتقال، زمن صلاح الدين وفجره الجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى