ومنك ياحزيران..هل استفقنا؟!

> «الأيام» نشوان محمد العثماني:

> قد نكون- أحيانا- غارقين حتى النخاع بهمومنا ومشكلاتنا اليومية التي لم تجد لها منتهى ولم نعرف بعد أي مصير ينتظرنا بعدها.

وقد نكون- أحيانا- أخرى مترفين نعيش أيامنا، منغمسين في بحر من اللذات وفي اللهو وقد ربما المجون.. ذاك الترف الذي اكتسبناه من مآسي مجهولة استمرأت في التخفي، لأننا شعب لا يضيره من أين يلبس ولا يهمه أن يعرف مصدر لقمة عيشه إذا كانت الدنانير تتراقص أما عينيه ويداعبها بأنامله، لأنها على حد زعم من وقعت بين أصابعه - نعمة من الله لا يجوز أن يسأل من أين و.. لأن كثرة الأسئلة هي من أهلكت بني إسرائيل؟!!

ولما كانت المعادلة بهذا الوزن في مجتمعاتنا، وهي عادة معادلة مختلة في المجتمعات الشفهية، كان لنا أن نستفيق بين آن وآخر، مستيقظين على وقع أحداث التاريخ وخطى النكسات ووقع الهزائم وويلات من الحروب التي اجتاحتنا ومازالت سواء من الداخل أو من الخارج برضا ومساهمة الداخل.

إن مسافة أربعين عاما من الزمن اقتطعناها على غير رجعة وبدون استئذان هي كفيلة من أن نجعل منها محطة مهمة لإعادة تقويم وهيكلة بنيتنا الداخلية، لأن تقدمنا الاجتماعي والسياسي سيبقى رهن مراجعة ما يمكن لنا مراجعته في التفكير مليا.. مرارا وتكرارا.. وأول مانقوم به في اعتقادي يتمحور في صورتين أساسيتين، أولهما: جلد الذات بعيدا عن الأضواء، حيث يكثر في ذواتنا حب التمظهر بأي خطوة ستحسب مدحا لصالحنا، وثانيهما إصلاح أماكن الخلل ومحاولة إعادة البناء على ساس قويم قوي المرأس، ولنا في إسرائيل في حربها الأخيرة مع حزب الله عظة وعبرة، إذ أن أكبر جيوش العالم تدريبا وقوة وعنادا لم يجد حرجا من الاعتراف بالهزيمة دون أي صيغة أخرى يجري استدعاءها للهروب من الواقع الذي لن نهرب منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى