الحسيني والشباب الرياضي يتعادلان سلبا في مباراة اكتنفها التوتر الواضح والتشاؤم والقلق والخوف

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> كان موعدنا عصر يوم الجمعة الماضية على ملعب المدرج البلدي بكريتر عدن مع المباراة الرسمية في دوري كأس بردجستون للفرق الأولى (أ) بين فريقي الشباب الرياضي والحسيني، وقد حضر لمشاهدة هذه المباراة التنافسية جمهور غفير من المتفرجين الذين امتلأت بهم المدرجات، ولم يجد البعض الآخر مكاناً يتسع لهم، وقد حكم المباراة حكم إنجليزي وساعده رجلا خط انجليزيان أيضاً.

هذا وقد لوحظ السيد عبده علي أحمد سكرتير الجمعية الرياضية العدنية وهو يدخل الملعب قبل بداية الشوط الأول، وألقى كلمة في اللاعبين من الفريقين، نصحهم فيها بضرورة الظهور بمظهر مشرف، وتقديم عرض فني ممتاز بعيداً عن جو الخشونة والعنف اللذين يسيئان إلى فريقيهما، وإليهم، وإلى الرياضة بوجه عام، ومثل هذا العمل من جانب السيد عبده علي أحمد يستحق الشكر والتقدير، كما أن حضور الرسميين والمنتخبين في الجمعية الرياضية العدنية لمشاهدة هذه المباراة هو الآخر خطوة طيبة تستحق التقدير والإعجاب، وحبذا لو أظهر هؤلاء مثل هذا الاهتمام الكبير بمختلف مباريات الدوري العام، وتابعوا التطورات فيها بأنفسهم وعلى مسرح الأحداث..على كلٍ نحن نتعشم فيهم الخير دائماً، فمصلحة الرياضة فوق كل شيء.

ومن ناحية أخرى فقد لوحظ بأن الجو العام في الملعب كان يكتنفه التوتر الواضح، وكانت الأعصاب تبدو متوترة والموقف يسوده التشاؤم والقلق والخوف من احتمالات ما يمكن أن يحدث،وكان الكثيرون يعيشون على أعصابهم، خاصة وأن الدعايات كانت تصور للناس أن لقاء هذين الفريقين بالذات سيكون خطيراً وبصورة لا يتصورها أحد، وبالرغم من ذلك كنت أشعر في قريرة نفسي بأنه لن يحدث شيء من هذا، وأنه لا مجال للتشاؤم، فالدنيا لاتزال بخير، وأن المسؤولين واللاعبين والمتفرجين الواعين المخلصين حريصون على أن تمر هذه المباراة بسلام، ليؤكدوا ويقدموا بذلك الدليل المادي على امكانية اللقاء بين الفريقين بالرغم من كل الصعوبات على محراب المودة والإخاء والتنافس الشريف النظيف وللقضاء على كل عوامل الجفاء والخصومات والتوتر في العلاقات بين الناديين.

لعب الفريقان مباراة تتسم بالبرودة والعرض الهزيل، وتخلو من اللقطات الفنية الجميلة، مباراة لعبت فيها الأعصاب المتوترة الدور الكبير في ظهورها بهذا المظهر مباراة كل ما توصف به أنها مرت بسلام دون مشاكل أو اصطدامات مسلحة أو غير مسلحة، وبالتالي فقد شاهدنا مباراة غير عادية من حيث المستوى الذي عودنا الفريقان دائماً على مشاهدته، وعزاؤهم الوحيد في ذلك، كما اعتقد أن الظروف هي التي حتمت أو ساعدت على ظهورهما بهذا المستوى، ومثل هذا العرض الكروي الهزيل.. لعب الفريقان مباراة خالية من التكتيك السريع والتوزيع المنظم.. وهاجم الحسيني بشدة في كثير من الحالات، ودافع الشباب الرياضي في معظم الوقت، وأضاع الفريقان الكثير من الفرص لإحراز الأهداف المحققة، وماعدا بعض الأخطاء التي أدت إلى إصابة لاعب أو أكثر من كلا الفريقين،فإن المباراة سارت في جو خالٍ من الخشونة الفظيعة والعنف الفاضح، وكنت أتنبأ والمباراة في منتصفها بالتعادل، وكان ما كان، حيث تعادل الحسيني والشباب الرياضي دون إحراز أية أهداف..وخرجا من الملعب راضيين مطمئنين إلى عدالة الله ونزاهة الحكم وزميليه، حيث ضبطوا المباراة وجعلوها تمر بسلام.

ولا ننسى رجال الأمن فقد بذلوا الجهد الجهيد في المحافظة على النظام وتنفيذ القانون فساهموا بصورة عملية ومشرفة في أن تمر المباراة هذه بسلام فلهم منا كل الشكر والتقدير، وكذلك الجمهور المتفرج والغفير، فقد كان شيئاً جميلاً حقاً أن يساهم بدوره في المحافظة على النظام والتقيد بالقانون وآداب التشجيع النظيف..والأهم من كل ذلك لابد من توجيه تحية إعجاب وتقدير إلى كل لاعبي الفريقين، وإلى قائدي الفريقين بالذات (نصر شاذلي) و(سعيد إسماعيل) على الروح الرياضي التي أظهروها، حيث ضربوا أروع مثل في تقديرهم للمسؤولية وفهمهم الواعي للواجب، فكانوا عند حسن ظننا بهم وثقتنا فيهم.

هذا عرض موجز وبسيط للمباراة اكتفينا بتقديمه بهذه الصورة تمشياً مع متطلبات هذه المباراة ومراعاة لظروفها.

«الأيام» العدد 25 في 6 مارس 1966م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى