تعليمنا.. تشييد مبانٍ وزخرفة

> «الأيام» صالح قاسم الحميقاني /كلية التربية زنجبار - أبين

> إن أهم المقومات التي أوصلت تكنولوجيا العصر إلى ما هي عليه، ودفعت عجلة الرقي والتقدم والعزة إلى الأمام هي العلم.

العلم معرفة تعلو الشعوب بها .. ما خاب قوم شيدوا للعلم بنيان.

فبالعلم نستطيع أن نبني الأوطان ونرتقي إلى العلا في شتى المجالات. فاستخراج الثروات وقيادة المجتمع وبنائه والدفاع عنه يحتاج إلى علم، فكيف نعمل حيال ذلك والعلم قد أصبح في حالة يرثى لها من الانحطاط، فما أجمل أن نسمع ونرى افتتاحات لمشاريع تعليمية كبناء مدارس وكليات وإدارات، وفي الأخير تبدو كالبيت الخرب، تشييد وزخرفة ليس إلا والمخرجات التعليمية صفر، فمن المستفيد من وراء هذا كله؟.

ليس المعنيون بالتعليم هم المستفيدون بقدر ما يستفيد القائمون على هذه الأعمال من أصحاب المناقصات (سماسرة ومهندسين ومقاولين..)، الذين يكلفون الدولة أضعافا مضاعفة من وراء هذه المشاريع أكثر من 50% تذهب في مهب الريح دون رقيب وحسيب، ولانمضي فترة زمنية وجيزة حتى نلاحظ التشققات والتصدعات في هذه المباني، وتحتاج بعد ذلك إلى ترميمات لإعادة تأهيلها، وكل ذلك يحتاج إلى ميزانية ونفقة أخرى، وكله على عاتق الدولة، لأنها أمنت الخونة والغشاشين، وكل هذا سوف ينعكس سلبا على المتعلمين لأنهم محتاجون ذلك كمقومات ثانوية، أما المقومات الأساسية فتتشكل بتوفير وتأهيل المعلمين، وأيضا الكتب والوسائل التعليمية وتهيئة بيئة تعليمية مناسبة.

وهناك مشكلة أكثر تعقيدا تواجه التعليم، هي ظاهرة الغش، خصوصا في المرحلتين الأساسية والثانوية، فأضحت عادة يمارسها التلاميذ سنويا على علم ممن هم مسئولون عن التعليم.. فلماذا السكوت وعدم اتخاذ أي إجراء ضد هذه الظاهرة؟.. هل هي سياسة التجهيل؟.

لابد من توجيه الأنظار بجدية وبحزم حيال هذا الموضوع الذي يعتبر الدعامة الأساسية لبناء البلاد أو دمارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى