الفن البابلي والآشوري

> «الأيام» متابعات:

> إن الأثر العام الذي يوحي به الفن (الآشوري والبابلي) أنه تذكاري احتفالي، فهو لم يكن يرمي إلى التعبير الشخصي التلقائي عن نفس الفنان الفرد، ولكن كان يقصد إلى الاحتفال الرسمي بالأحداث الكبرى، وإلى عرض المثل العظمى التي يتعلق بها الشعب كله، ولهذا كانت الموضوعات الغالبة عليه تمجيد آلهة الشعب ووصف حروبه وذكر انتصاراته، فلم يكن الفنان يسعى إلى التعبير عن رؤى عينية وعرض الأشياء كما يراها هو، ولكنه كان يصور الأشياء بدقة في نطاق الإطار المنتظم للأساليب الفنية التقليدية، فلعله من الأقرب للصواب أن تقول إنه لم يكن فنانا بالمعنى الحديث لهذه الكلمة، وإنما كان صانعا ماهرا.

والميدان الوحيد الذي لم تغلب فيه التقاليد الفنية على الميل التلقائي لتصوير الواقع هو تصوير الحيوان، وهنا بلغ فن الرافدين أوجا من الكمال لم يسمُ عليه في حالات كثيرة أي فن آخر، فثمة تماثيل وصور محفورة تتسم بواقعية قوية معبرة، تجد فيها أن التقاليد أو الأشكال الجامدة لم تعرقل إطلاقا قدرة الفنان على الملاحظة ومهارته في تصوير أشكال الحيوان وحركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى