الرجل الأخرى للمعارضة.. أين موقعها؟

> «الأيام» مقبل عبدالله محمد /ردفان - لحج

> من هو المسئول عما لحق بنا من أذى نفسي جراء عبارات التهكم والسخرية التي نجلد بها من الأشقاء والأصدقاء على حد سواء، والغريب العجيب أننا لانتواني عن إظهار عزة غير متناهية بالنفس، فنشمخ بأنوفنا كأنما قد بلغنا من الرقي والفضل ما لم يبلغه أحد غيرنا، في حين أن تلك العبارات التهكمية السافرة ليست إلا إسقاطات تحاكي الواقع الذي نعيشه ونلمسه ونتأذى منه أيما أذى، وليس الغرور الذي يركب رؤوسنا إلا من دلائل الغباء الذي ننعت به.

فلماذا نكابر إذا ما اتهمنا بأننا أصحاب أغرب ديمقراطية في العالم وأغرب معارضة أيضا، ولماذا يجب علينا أن نستشيط غضبا عندما نسمع كلاما من قبيل: إننا نصلح أن نكون بروازا أو أننا شعب (عرطة) أو.. أو.. أقذع وأمر!.

هنا سؤال يفرض نفسه بإلحاح، عله يحفظ ما تبقى من ماء الوجه، إذا ما كان هنالك وجه ليحفظ ماؤه.. فحواه كيف تفهم المعارضة المبدأ القائل بأن المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة؟.. فخمس حروب في صعدة خلفت المئات من القتلى والجرحى وأكثر من مائة ألف مشرد يكتنفها الغموض ابتداءً من عجز من يفترض أنهم نواب الشعب في الحصول على مبرر صريح وحقيقي لتلك الحرب، مرورا بعجز الإعلام المستقل المحلي والعربي والدولي عن الوصول إلى معرفة ما يجري هناك.

وهناك قضية أخرى لاتقل أهمية عن سابقتها، فعشرات القتلى بدم بارد ومثلهم من الجرحى، ومئات المعتقلين والمطاردين في المحافظات الجنوبية، وقمع نضالهم السلمي وتقديم رموزه إلى المحاكمة.. أليس كل ذلك يجعل المعارضة أولا والقوى الحية ثانيا تخرج إلى الشارع بكل ثقلها لتقول كلمتها الفصل في ما يحدث، وتتلافى كارثة لاشك ستكون عظيمة إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، في بلد يصنف بأنه من البلدان الواقعة تحت خط الفقر، عدا كونها مجتمعا قبليا، تشكل القبيلة الخطوط البارزة في خارطة السياسة فيه.

أم أن المعارضة تفهم ذلك المبدأ على أنه الوجه الآخر للنظام، أو كما يقال ليس إلا كمبارس.

ألم تستوعب المعارضة بعد.. لماذا منع قادتها من حضور مهرجانات الحراك السلمي في العديد من المحافظات الجنوبية.. أليس إلا لذات اللبس.. فليس من السهل أن تقف في المقـدمة إذا لم تتكبد عـناء ترتيب الـصفوف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى