> هاجمت طائرات هليكوبتر عسكرية وقوات مزودة بأسلحة صغيرة وثقيلة واديا في جنوب افغانستان أمس الأربعاء في حملة عسكرية ضخمة للقوات الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي على مقاتلي طالبان الذين فر كثير منهم من السجن الاسبوع الماضي.

وقالت وزارة الدفاع في كابول ان عشرات من مقاتلي طالبان ومن بينهم مسلحون أجانب قتلوا في غارة جوية لحلف الاطلسي وان اثنين من ضباط الجيش الافغاني قتلا في العملية في منطقة أرغنداب خارج مدينة قندهار.

وقالت الوزارة ان ثلاثة من قادة مجموعات طالبان قتلوا في منطقة تقع على مسافة ابعد الى الجنوب مضيفة ان 12 مسلحا آخرين قتلوا في اشتباك آخر مع الجيش في اقليم زابل المجاور.

وكانت حركة طالبان ومسؤول افغاني قد قالوا ان نحو 600 مقاتل من طالبان استولوا يوم الاثنين على قرى في أرغنداب على المشارف الشمالية لمدينة قندهار بعد ايام من اطلاق سراح مئات السجناء في هجوم على السجن الرئيسي بالمدينة.

وقال المتحدث باسم طالبان قاري محمد يوسف ان المتشددين يتجهون بأنظارهم نحو قندهار نفسها محل ميلاد الحركة التي تقع على بعد نحو 20 كيلومترا من أرغند اب.

وبعد حشد القوات بدأ الجيش الأفغاني وقوات حلف شمال الأطلسي هجوما جديدا لطرد طالبان من القرى مع تشديد اجراءات الأمن في مدينة قندهار وفرض حظر للتجول ليلا.

وقال حلف شمال الأطلسي انه يتوقع ان تستمر العملية طوال الأيام الثلاثة المقبلة مضيفا ان عدد المتمردين في المنطقة "بولغ فيه كثيرا".

وجاءت التطورات في قندهار وسط تصاعد اعمال العنف في العامين الاخيرين وهما أكثر الفترات دموية منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة في افغانستان في 2001.

وقال مسؤول محلي ان أربعة من افراد الشرطة الافغانية قتلوا أمس الأربعاء عندما انفجرت قنبلة في عربتهم في اقليم خوست الجنوبي الشرقي. وفي اقليم بكتيكا المجاور قال حلف الاطلسي إن جنديين من القوات التي يقودها قتلا وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار.

وفي وقت لاحق استهدف هجوم انتحاري فاشل قافلة تابعة لحلف الاطلسي في اقليم فراه الغربي وقتل فيه ثلاثة مدنيين افغان واصيب عشرة اخرون.

ويوم أمس الأول قتل أربعة جنود بريطانيين من القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي بعد ان اصابت قنبلة مزروعة على جانب طريق عربتهم في اقليم هلمند المجاور لقندهار في أكثر الحوادث دموية في يوم واحد يتعرض له الجنود البريطانيون في افغانستان.

ويعتقد ان من بين الجنود البريطانيين القتلى امرأة.

وقال الجيش الامريكي في بيان ان طائرة هليكوبتر عسكرية امريكية هبطت اضطراريا يوم أمس الأول في اقليم نورستان الشرقي مما ادى الى اصابة جنود كانوا على متنها بجروح.

وقال البيان ان وعورة التضاريس وبعد الموقع حالا دون استرداد الطائرة وستقوم القوات التي تقودها الولايات المتحدة بتدمير الطائرة المعطوبة.

وفرت آلاف الأسر من أرغنداب منذ يوم الاثنين بعد ان حذر حلف الاطلسي من انه سيتم تنفيذ عملية لطرد طالبان من المنطقة.

وقال محمد فايز الذي تمكن من اجلاء أسرته من المنطقة أمس انه يأمل في أن يعود إلى ممتلكاته من وادي ارغنداب الخصب المعروف بأشجار الرمان وزراعة القنب الهندي (الحشيش).

وقال للصحفيين عند رأس وادي ارغنداب بينما كانت المركبات التي تقل القوات الأجنبية والأفغانية تسير مسرعة على الطريق الترابي الضيق "جئت لأرى ان كان بامكاني أخذ متعلقات منزلنا."

ومنعت القوات الأفغانية الصحفيين من البقاء طويلا في المنطقة.

وشوهدت عدة طائرات هليكوبتر تابعة لحلف الاطلسي وهي تطلق نيرانها على اهداف عن بعد بينما دوت أصوات المدفعية ونيران الاسلحة الصغيرة.

وفي وقت سابق قالت طالبان في بيان انها صدت الهجوم ودمرت دبابة.

وتقول وزارة الدفاع الافغانية ان طالبان سيطرت على ثماني قرى على الاقل وان بعض الفارين قالوا ان مقاتلي طالبان زرعوا الغاما ارضية لمنع أي محاولات لطردهم.

ويأتي الاستيلاء على القرى ضمن أحدث استعراض للقوة من جانب المتشددين في افغانستان.

ويقول بعض المحللين ان المتشددين تحولوا أخيرا إلى العمل في مجموعات صغيرة بعد أن منوا بخسائر فادحة في المعارك التقليدية السابقة.

وجاء اتساع نطاق القتال أخيرا برغم وجود ما يزيد على 60 ألف جندي أجنبي في أفغانستان تحت قيادة الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي بالاضافة إلى 150 ألف جندي أفغاني. رويترز