المعالجة الدرامية في القصيدة اليافعية

> «الأيام» ناصر سالم حسن /رصد - يافع

> ولدت الدراما في الشعر الشعبي اليافعي في وقت مبكر جدا، وقد حملت لنا الكثير من قصائد الأعراس القديمة وقصائد الدر والحصاد والبناء بدايات متواضعة في هذا المجال.

وبالمناسبة، فالمتتبع لمجالات الشعر الشعبي اليافعي سيجد أن لكل مجال من مجالات الحياة- متواضعا كان أم راقيا- شعرا خاصا به، فمن شعر الفلاحة المتعدد الالوان إلى شعر الأعراس الذي ينقسم بدوره إلى عدة أقسام إلى شعر البنائين وحتى الشعر الخاص بالأطفال.

لذلك فإن الدراما الشعرية قد ظهرت جلية في شعر يحي عمر، وكثيرا ما كان يستعمل الدراما في قصائده ليبعث الحيوية وروح الحركة في القصيدة، والأمثلة كثيرة على ذلك من قصائده.

وكثيرون هم الذين استخدموا هذا الأسلوب فيما بعد، وفيهم الشاعر قاسم عوض المحبوش والشاعر سعيد يحيى المحبوش والشاعر صالح بن أحمد حوتب وغيرهم الكثير.

إلا أن فن الدراما بلغ ذروته عند الشاعر شائف محمد الخالدي الذي لم يكتف بالحوار الدرامي الذاتي في إطار القصيدة ذاتها، بل نقل الدراما إلى خارج إطار وحدود القصيدة، وهذا ما عرف بمساجلات الغيثي والخالدي، وهي ليست مساجلات بل هي «حديث الشاعر مع ذاته» (من كتاب فراسة شاعر للدكتور على صالح الخلاقي)، حيث ابتكر الشاعر شخصية لها إطارها المكاني والزماني، ولها إطارها الفني والتفكيري ومنها ينطلق «البدع أو الجواب»، وفي أسلوب فني استطاع الشاعر أن يحيطها بالغموض وأن يخفي أسرارها حتى عن أعز أصدقائه وأقاربه حتى توفاه الله.

ورغم أن دخول الدراما للشعر الشعبي اليافعي وتطوره فيما بعد لم يكن عن طريق تطور معرفي أو مدرسي ممنهج، إلا أنه يعبر عن إفراز حسي متميز، ناتج عن تفتق ذهني وقريحة متعددة الإبداع، تصب في نفس البوتقة الدرامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى