مرة اخرى فعلها «السندباد» هيدينك

> انسبروك «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

>
لقد كتب أن تكون رحلات سندباد الكرة، المدرب الهولندي غوس هيدينك أطول من مدتها المتوقعة، مغالطا من راهن على قصر إقامته في البطولات الكبيرة، ومؤكدا أنه جالب النصر أينما حل.

للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991 قاد المدرب الهولندي هيدينك منتخب روسيا إلى المراحل الاقصائية في إحدى البطولات الكبيرة، على حساب السويد التي كبلها قبل أن يسقطها بالضربة القاضية الاربعاء الماضي في ختام الدور الاول من كاس أوروبا ليقابل هولندا في ربع النهائي.

ستكون المواجهة مع هولندا في ربع النهائي مناسبة خاصة وعاطفية لهيدينك عندما يواجه أبناء جلدته بمدافع روسية أثبتت أن التعثر الاول أمام اسبانيا لم يكن سوى (دعسة) ناقصة صححها هيدينك بتعديلات جذرية على خط دفاعه والزج في المباراة الاخيرة بساحر الهجوم اندريه ارشافين الذي روع دفاع السويد بعدما كان الروس على شفير الخروج من الدور الاول.

يقول هيدينك (61 عاما) أن لقاء روسيا وهولندا يوم غد الأحد في مدينة بال السويسرية هو «موعد مميز لي»، خصوصا وأنه قاد بلاده إلى نصف نهائي مونديال 1998 في فرنسا ووقتذاك خرج الهولنديون برأس مرفوعة من ركلات ترجيحية قاتلة أمام برازيل «رونالدو».

يبدو هيدينك واثقا من نفسه إلى أقصى الحدود، وتصريحه بعد الفوز على السويد يدل على ذلك:«أعرف اللاعبين جيدا (الهولنديين)، وأعرف المدرب (فان باستن) وكثيرا من معاونيه الذين عملت معهم سابقا، نحن نلعب كرة جميلة، مثلهم، لذا سيكون اللقاء حماسيا».

وبموازاة علاقة الربط بين هولندا وهيدينك، ينتظر الروس هذه اللحظة منذ عشرين عاما عندما أسقطهم البرتقاليون في نهائي 1988 بتسديدة خرافية من المدرب الحالي ماركو فان باستن، لذا ستكون معركة ثأرية بامتياز يقود الجيش الروسي فيها ضابط هولندي يعرف من أين «يقشر البرتقاليين».

عندما استضافت كوريا الجنوبية مونديال 2002 بالاشتراك مع اليابان، كان مجرد تخيل وصول «محاربي التايغوك» إلى الدور نصف النهائي بمثابة ضرب من الجنون، لكن هيدينك حول طرقات العاصمة سيول الى موجات جماهيرية جارفة، ودخل كتب الارقام القياسية عندما أوصل كوريا الجنوبية المعروفة بلاعبيها «الانطوائيين» الى المركز الرابع وهي أفضل نتيجة لمنتخب آسيوي في تاريخ البطولة العالمية.

حزم «غوس» حقائبه وطار من كوريا الجنوبية إلى أوقيانيا عبر محطة نادي «القلب» ايندهوفن الذي أحرز معه لقبا غاليا عام 1988 في كأس أوروبا للأندية البطلة (دوري الأبطال حاليا).

مع استراليا لعب «لعبته» مجددا وعزف على أوتار لاعبيه النفسية، فالجزيرة القارة لم تخرج من المونديال الألماني إلا بضربة جزاء مشكوك بصحتها بأقدام الإيطاليين أبطال العالم.

يقع المدربون عادة في حيرة من أمرهم في اختيار اللاعبين المناسبين للمباراة الاخيرة الحاسمة في الدور الاول، لكن لمسات المدربين الكبار تبقى راسخة لوقت بعيد، فما فعله هيدينك بإشراك ارشافين الموقوف لمباراتين والبعيد عن «كيمياء» الفريق كان ضربة معلم، نظرا لما فعله الطفل الأشقر «الشرير» في دفاعات السويد خصوصا عندما قضى عليهم بهدفه الثاني مطلع الشوط الثاني.

وجد هيدينك الترياق المناسب للسويديين عندما اعتبر أنهم «يحبون مواجهة فريق يلعب بمهاجمين كي يرتاح وسطهم الدفاعي وينطلق بالمرتدات، لكنهم ينزعجون لوجود لاعب بين دفاعهم ووسطهم وهو ما فعله ارشافين في المباراة».

ضحايا المدرب الهولندي هيدينك من الصعب أن تحصى، أكان مع الاندية التي دربها أو المنتخبات، وكان آخرها وأضخمها منتخب انجلترا في التصفيات، لكن المحطة المقبلة لن تكون عادية، فهل يعلم الهولنديون ومدربهم فان باستن كيف سيقود السندباد بساط الروس، أم أن ريح هيدينك ستهب من حيث لا تدري الطاحونة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى