الثقافة بين الجهل والسوقية

> «الأيام» عبداللاه أحمد درويش:

> عندما نتحدث عن الثقافة يجب أولا أن نعطي تعريفا لهذه الكلمة، فالثقافة مأخوذة من (ثقف) أي حذق وقوم، والثقافة لغة تعني الحذق وسرعة الفهم. وهي بالمعنى العام تعني مجرد المعرفة، أي معرفة الآداب والفلسفة والتاريخ والفنون والمعارف النظرية، وبمعناها الخاص تعني النتائج التي تستخلص من مجموعة الآداب والفلسفة والتاريخ والمعارف النظرية من وجهة نظر خاصة عن الحياة.

إن الثقافة والعلم هما اللذان يساعدان على تطور أي مجتمع، ومن خلالهما يمكن أن ينتقل المجتمع من مرحلة التخلف والجهل إلى مرحلة قائمة على تفسير كل الظواهر التي تحيط به من خلال الملاحظة والاستنتاج، والتي لايمكن فهمها إلا بالعودة إلى (الكتاب) الذي يعد أم العلوم، والذي لايمكن الاستغناء عنه حتى بوجود الوسائل الحديثة كالإنترنت أو الوسائل الإعلامية المختلفة التي بواسطتها يمكن إعطاء الخطوط العريضة التي يمكن من خلالها البحث عن الكتاب الذي هو المرجع الحقيقي.

ولكن المشكلة تكمن في الذين لايحبون ولايجيدون القراءة، فنراهم يحاولون أن يعرضوا ثقافته على البعض من خلال سرد القصص الخيالية وتلفيق الأكاذيب لتزييف الحقائق.

ويمكن كشف هذه الشريحة من خلال طرح الأسئلة عليهم لاختبار ثقافتهم ومن ثم إرشادهم إلى الثقافة الصحيحة المعتمدة على الكتاب، وقد تصل في نقاشك معهم إلى السخرية منك أو سبك وشتمك، وليس ذلك غريبا لأنه انعكاس لثقافتهم السوقية التي قد تؤثر على الأجيال القادمة.. ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال: «إن جادلت عالما غلبته وإن جادلت جاهلا غلبني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى