مشكلة (البراشيم)..هل تحل أزمة الكتاب المدرسي؟

> «الأيام» علي عبد الكريم بن عامر:

>
أن تجد الكتب المدرسية تباع في الأسواق اليمنية فهذا أمر مألوف..وأن تجد طالبا يدفع قيمة كتاب مدرسي للمدرسة في حال إضاعته فهذا أمر طبيعي في الوقت الذي توزع فيه الكتب المدرسية مجانا للطلاب في بقية الدول العربية دون إعادتها.

أزمة الكتاب المدرسي باتت مسألة اعتيادية عند إدارة التربية والتعليم..

إذ تباع الكتب المدرسية في الأسواق بينما يحتاج الطالب إلى قيمة كتاب مدرسي أضاعه.

أما الظاهرة الأكثر إثارة للجدل فهي ما باتت تعرف اليوم بظاهرة (الدعم) فهذه الكلمة ليست سوى رمز سري يتداول بين الطالب والبائع.

وأي بائع هو ذلك البائع الذي يبيع أو بالأصح يتاجر بمصغرات مبتكرة من الكتب المدرسية لكن هذه المصغرات ليست بديلا للكتاب المدرسي الذي من حق الطالب اليمني أن يقتنيها أسوة ببقية طلاب العالم.

إنما هي كتب مصغرة للجيب إذا صح التعبير فهي ذات منفعة كبيرة لطلاب المراحل الانتقالية الذين يخضعون في هذه الأيام إلى امتحانات وزارية، وهي تلك الامتحانات التي يخضع لها طلاب الصف التاسع وطلاب الثالث ثانوي.

إذ تقر أسئلة الامتحانات الوزارية من العاصمة صنعاء وتتوحد الأسئلة في كل مدارس الجمهورية اليمنية لهاتين المرحلتين ولا يعرف الطالب في هذه المرحلة أيا من الدروس التي ستتركز حولها الأسئلة وأيا من الدروس هي تلك المحذوفة.

لذا يقر المنهج المدرسي كاملا على طلاب هاتين المرحلتين وهو ما يتعارض مع ما تعود عليه الطلاب منذ المراحل الأولى من دراستهم فهم ليسوا بقادرين على استيعاب كتب مدرسية بحجمها الكبير.

فيضطر الطالب إلى الاستعاضة عنها بكتب الجيب المصغرة بدلا من الكتب المدرسية لكنها ليست للمذاكرة فهي كما أسلفنا ذات منفعة كبيرة للطلاب للغش منها في قاعة الامتحان.

وتختلف التسمية لهذه المصغرات باختلاف المنطقة التي تباع فيها.

فهي الدعم وهي البراشيم وهي السلاح النافع للطالب في وقت أزمته وأسماء كثيرة يطلقها الطلاب على هذه المصغرات المبتكرة من الكتاب المدرسي.

وتباع هذه المصغرات في مراكز النسخ والتصوير بطريقة غير رسمية ويتاجر بها البعض بطريقة غير شرعية ويدر من ورائها آلاف الريالات.

ويقبل الطلاب عليها بشكل كبير فلا تفرق بين الطالب المجتهد والطالب المتقاعس فكلهم سواسية في اقتناهم لهذا المصغر.

فعلى الأقل يكون بديلا نافعا للطالب الذي لم يستطع أن يمتلك الكتاب المدرسي كملكية خاصة بعد انتهاء الدراسة فهو يستطيع أن يمتلك هذا المصغر ملكية خاصة.. فبهذه الطريقة يبرر الطالب خطأه.

وبطريقة أخرى فإنه يطلق الأمثال الطريفة ومنها ما يقول: «الطالب بلا براشيم كالسمكة بلا خياشيم».

ليس كل ذلك فحسب بل يحتفظ بها الكثير من الطلاب بعد انتهاء الامتحانات للجيل الذي سيأتي بعده، والأقربون أولى بالمعروف فهو يحتفظ بتلك المصغرات لأولاد عمه أو أحد أقاربه الذي سيدخل امتحانات هذه المرحلة في العام الذي يليه.

فالمصغر هو نسخة مطابقة للكتاب المدرسي لكن حجمه لا يتعدى الستة سنتيمترات ولا توجد أي جهات مختصة تلاحق حتى الآن بائعي هذه المصغرات حتى وزارة التربية والتعليم نفسها لا تجد سوى الصحف متنفسا لها للنيل ممن يبيعون هذه المصغرات .

وإن كان الكثير من الطلاب يرون أنه عذر شرعي ليتيح للطالب اقتناء الكتاب المدرسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى