كوريا الشمالية تدمر برج التبريد بمفاعل نووي

> سول «الأيام» جون هيرسكوفيتز :

>
هدمت كوريا الشمالية أمس الجمعة برج التبريد في مفاعلها النووي المنتج للبلوتونيوم في تحرك رمزي لإظهار التزامها باتفاق نووي دولي وذلك بعد يوم من تقديمها تقريرا بشأن برنامجها النووي.

وردا على الانفتاح من جانب بيونجيانج تحركت الولايات المتحدة أمس الأول باتجاه رفع كوريا الشمالية من قائمتها للدول الراعية للارهاب وأصدرت إعلانا يرفع بعض العقوبات بموجب قانون التجارة مع العدو.

وجاءت تحركات الدولة الشيوعية امتثالا لاتفاق مع كوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة لتفكيك برنامجها النووي في مقابل تخفيف عزلتها الدولية.

وأظهرت لقطات فيديو تدمير البرج الذي يبلغ ارتفاعه 20 مترا بمحطة يونجبيون النووية من خلال تفجير عند قاعدته تسبب في تصاعد أعمدة من الدخان في الهواء وخلف حفرة ملأها الركام.

لكن خبراء يقولون إنه لا تزال هناك تساؤلات هامة بشأن أسلحة كوريا الشمالية النووية ونشاط التسريب النووي وإن القوى العالمية لا تزال بحاجة للتحقق من المزاعم الواردة في الإعلان النووي الذي يورد تفاصيل بشأن البلوتونيوم الذي أنتجته الدولة الشيوعية.

وفي أول رد فعل لها بعد تقديم الإعلان رحبت كوريا الشمالية بالتحركات الأمريكية لرفعها من قائمة الدول الراعية للارهاب ودعت واشنطن إلى وقف سياساتها العدائية تجاهها.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله "عندئذ فقط يمكن لعملية نزع السلاح النووي التقدم بشكل سلس على طول مسارها."

وكانت الأبخرة المتصاعدة من برج التبريد التي أظهرتها صور لأقمار التجسس الصناعية إحدى الصور التي ترمز إلى جهود كوريا الشمالية على مدى عقود لانتاج اسلحة نووية.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس "كان هذا مفاعلا نشطا. كان مفاعلا ينتج البلوتونيوم.. أنتج ما يكفي من البلوتونيوم لصنع عدة (قنابل نووية) بما فيها واحدة تمت تجربتها في عام 2006 لذلك فقد كان من الضروري إخراج كوريا الشمالية من نشاط انتاج البلوتونيوم."

وأجرت كوريا الشمالية تجربة نووية في اكتوبر تشرين الأول عام 2006.

وأبدى الرئيس الأمريكي جورج بوش ترحيبا حذرا بإعلان كوريا الشمالية لكنه حذر بيونجيانج من أنها ستواجه "عواقب" إن لم تكن كشفت عن أنشطتها بشكل كامل وإن لم تواصل تفكيك برنامجها النووي.

وبمجرد رفعها من قائمة الإرهاب ستكون كوريا الشمالية قادرة على الاستفادة بشكل أكبر من التمويل الدولي.

وقال خبراء إنه نظرا لصغر حجم اقتصاد كوريا الشمالية الضعيف فإن أي زيادة في الاستثمارات والتجارة قد يكون لها تأثير كبير وإن زيادة الايرادات ستتجه على الأرجح إلى زعماء بيونجيانج وتزيد من تدعيم حكمهم.

وقال كارل بيكر مدير البرامج لدى مؤسسة باسيفيك فورام سي.إس.آي. إس البحثية في هاواي "ستؤمن بالأساس شرعيتهم وقدرتهم على البقاء."

وقال كريستوفر هيل كبير مفاوضي الولايات المتحدة بالمحادثات السداسية في اليابان اليوم إن كل الأطراف تلقت نسخة من الإعلان وستتحرك الآن للتحقق من محتوياته.

وأقر مسؤولون أمريكيون بأن الإعلان الكوري الشمالي الذي جاء متأخرا عن موعده بنحو ستة أشهر لا يرد على كل المخاوف بشأن طموحات بيونجيانج النووية لاسيما فيما يخص أنشطة الانتشار النووي في الماضي.

وفي واشنطن وصف توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية تدمير البرج بأنه خطوة إيجابية.

وقال "الأمر الأكثر أهمية هو أن يواصلوا انجاز باقي العمل بما في ذلك الشيء الأهم على الإطلاق المتمثل في نزع الوقود من المفاعل النووي... ونأمل بالتأكيد أن يواصلوا الامتثال."

ونقلت محطة تلفزيون واي.تي.إن الكورية الجنوبية عن مصدر كوري كبير لم تذكر اسمه قوله إن المحادثات السداسية قد تستأنف الاسبوع القادم على أقرب تقدير.

وقال وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى المجتمعون في كيوتو باليابان أمس الجمعة انه من المهم الاسراع في المحادثات السداسية الاطراف ودعوا بيونجيانج إلى اتخاذ اجراء سريع للرد على مخاوف اليابان بخصوص مواطنيها الذين خطفوا قبل عقود على يد عملاء لكوريا الشمالية.

وقال مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية اتخذت أغلب الخطوات اللازمة لوقف العمل بمجمع يونجبيون لمدة عام واحد على الأقل. ويضم المجمع مفاعلا نوويا ومحطة لانتاج الوقود النووي وأخرى لتحويل الوقود المستنفد إلى بلوتونيوم.

ويشتبه في أن بيونجيانج تواجه مشكلات بخصوص السلامة والتلوث الاشعاعي. ويرتدي زوار الموقع الذي يبعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من بيونجيانج ملابس واقية ويخضعون بشكل متكرر لفحوص بشأن الإشعاع.

وقال مصدر مطلع على أنشطة المحطة إن الأمر سيستغرق سنوات لتطهيرها من التلوث لكن لم يمكنه التكهن بشأن ما إذا كان هناك أي خطر بسبب تدمير برج التبريد. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى