حركة طالبان الباكستانية تفرض سلطتها في بيشاور

> بيشاور «الأيام» ذي شأن حيدر :

>
لم يعد أفراد حركة طالبان الباكستانية يقفون على أبواب بيشاور وإنما باتوا داخلها حيث يمارسون سلطتهم في أكبر مدن شمال غرب البلاد.

ويشير تواجدهم الظاهر إلى الفشل السياسي والعسكري في مقاومة موجة تشدد إسلامي قادمة من حزام البشتون القبلي على الحدود مع أفغانستان.

وقال محمد شاه وهو قائد أمن سابق بمنطقة قبلية "هذا يشي بانعدام تام للسيطرة على الوضع من قبل الحكومة... هذا سبب عدم شعور الناس بالأمن."

وحذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف المتحالف مع الغرب في الحرب على الإرهاب قبل أكثر من عامين من أن تبني نهج حركة طالبان الأفغانية يمثل أكبر تهديد تواجهه باكستان.

لكن سياسات الاحتواء التي يتبناها فشلت في مواجهة عدو يخوض حربا غير نظامية كما ورثت الحكومة الجديدة التي تشكلت في مارس اذار الماضي عقب هزيمة الأحزاب الموالية لمشرف في الانتخابات العامة وضعا سريع التدهور.

وقال مسؤول أمني يشعر بالقلق لرويترز "نحن محاصرون في الواقع بهؤلاء المتشددين. إذا لم يتم وقفهم .. فسيهيمنون على بيشاور."

وكانت الهجمات بالقنابل أكثر تكرارا في بيشاور من أي مدينة أخرى رغم أن المتشددين وسعوا أهدافهم إلى باقي أنحاء باكستان خلال حملة تفجيرات انتحارية العام الماضي.

وتراجعت الهجمات في الشهور القليلة الماضية وربما يرجع ذلك إلى سياسة الحكومة الجديدة الساعية للتوصل إلى اتفاقات سلام.

وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي قتل مقاتلو طالبان نحو 30 من رجال القبائل الذين كانوا جزءا من عملية السلام في وزيرستان الجنوبية وهي الأبعد بين سبع مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي في المنطقة القبلية الخاضعة لإدارة اتحادية.

وفي الوقت الحالي لا يتسلل مقاتلو طالبان إلى بيشاور التي تضم الحامية العسكرية الرئيسية في شمال غرب البلاد. إنهم يأتون في وضح النهار على متن شاحنات مكشوفة حاملين أسلحة آلية ويهددون اصحاب محلات الموسيقى ويطالبونهم بإغلاقها.

وقال عبد اللطيف (20 عاما) وهو شاب حليق اللحية والشارب زار أعضاء طالبان الباكستانية متجر الفيديو الذي يمتلكه الاسبوع الماضي "لهم شعر طويل ولحى مطلقة وكانوا يحملون (بنادق) كلاشنيكوف. طلبوا مني غلق المتجر أو مواجهة العواقب."

وأضاف وهو يقف أمام أرفف مليئة بأشرطة أفلام هندية "طلبت المساعدة من الشرطة لكنها قالت إنها عاجزة عن فعل شيء."

وفي مطلع الاسبوع الحالي جاءت شاحنتان من منطقة خيبر القبلية وأخذتا 25 مسيحيا.

وأفرج عنهم بعد 12 ساعة لكن الطائفة المسيحية وعت الرسالة.

بل إن رجل دين متشددا معروفا بتأييده في الماضي لحركة طالبان ومعارضته لتحالف باكستان مع الولايات المتحدة دق ناقوس الخطر.

وقال فضل الرحمن رئيس جماعة علماء الإسلام وعضو الائتلاف الحاكم محذرا البرلمان "ليست سوى مسألة شهور قبل أن تأتي أنباء عن خروج الاقليم الشمالي الحدودي الغربي بأكمله عن السيطرة."

وكانت قبائل البشتون القوية قد لبت الدعوات إلى الجهاد حيث كانت بيشاور مقرا للمجاهدين الذين حاربوا الاحتلال السوفيتي لافغانستان في الثمانينات.

ويسكن المدينة ثلاثة ملايين نسمة وتبعد نحو ساعتين بالسيارة عن العاصمة اسلام اباد حيث بدأ متطرفون بالمسجد الأحمر نشاطهم بترهيب ملاك محلات الموسيقى والفيديو قبل سحق حركتهم في هجوم لقوات خاصة على المسجد في يوليو تموز الماضي.

وقال مسؤولون إنهم يستعدون لبدء الهجوم في غضون اسابيع لتحرير بيشاور من التمرد الزاحف وإنه تم تشكيل قوة لمكافحة الإرهاب قوامها 7000 رجل.

وقال قائد الشرطة في الاقليم مالك نويد خان والذي قتل أحد أقربائه في هجوم انتحاري بقنبلة قبل نحو عامين "إذا لم نتحرك في الوقت المناسب.. فسنواجه مشكلة أكبر بكثير." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى