«الأيام» تواصل سبرها الحثيث لأغوار المناطق الساحلية في لحج.. رأس العارة.. ثروة وافرة.. موارد ضائعة.. مشاريع غائبة
> «الأيام» محي الدين الشوتري:
> 
تعد منطقة رأس العارة أهم مناطق الشريط الساحلي بمحافظة لحج بطول يبلغ 180 كيلومترا وتقع على خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب على البحر الأحمر، وتبعد عن عدن بنحو 130 كيلومترا غربا.. وتعتبر منطقة رأس العارة من أهم مناطق اصطياد الأسماك في الجمهورية، وكانت مركزا إداريا مستقلا يتبع مديرية طور الباحة حتى عام 98م تم ربطها مع مركز المضاربة وكونا مديرية مستقلة وعاصمتها الشط ويبلغ تعداد سكان العارة حسب آخر الإحصائيات نحو 5500 نسمة، ويعمل معظم سكانها في مهنة الصيد .
«الأيام» تنقلكم اليوم إلى موقع الحدث لتكتمل الصورة الحقيقية للعارة عند القارئ الكريم.. فهاكم قصتها الحزينة:
اللي يطوف ياما يشوف
في الحقلة السابقة التي عرضنا فيها واقع منطقة الخور عميرة التي وصلناها كما قلنا والشمس في كبد السماء، ورغم المحاولات التي بذلها الأهالي في الخور لإقناعنا بالمكوث ذلك اليوم عندهم إلا أننا أصررنا على مواصلة السير إلى منطقة رأس العارة التي كانت مقصدنا الثاني.. لن أسرد عليكم لحظات عصيبة عشناها لأكثر من ساعة على الخط في انتظار مواصلات لنقلنا إلى العارة، ولولا الواجب الإنساني الذي قام به الوالد سالم ثابت العاطفي الذي نقلنا على سيارته إلى العارة لربما غربت الشمس ونحن في تلك الأرض القاحلة.
رأس العارة بين الإهمال والاستثمار
تعاني منطقة العارة الإهمال في مختلف الخدمات وغياب متابعة الدولة لإصلاح هذا الوضع، أصيبت مرافق الدولة جراء ذلك بالشلل وفي ظل التسيب الإداري والمالي جعل جسم المنطقة معلولا .
رأس العارة موارد ضائعة .. ومشاريع غائبة
أخيرا رأيت العارة التي ينام أهلها ويصحون على أمواج هديرها الجميل.. منطقة رائعة وجميلة في زواياها خبايا كنوزها الثمينة الضائعة.. فياترى من يقف وراء الضياع ؟!
الأسئلة الصحفية الستة المعروفة لم تجد بعد الإجابة الشافية الكافية لكشف الجاني.
تساؤل يبحث عن إجابة
الثروة السمكية مع أنها أكبر الموارد في رأس العارة إلا أن هناك موارد أخرى لاتقل أهمية لايعرف مواطنو العارة مكان ذهابها ومنها ضرائب القات، رسوم مبيعات (المحلات)، مزاولة المهنة، المفارش (سوق الثلاثاء)، رسوم البناء، رسوم البطائق وشهادة الميلاد والوفاة والسجل المدني، مساهمة المجتمع في تحسين الخدمات الصحية، مبيعات صندوق الدواء، رسوم الطلاب، رسوم نقل الركاب، إلا أن المواطنين يتساءلون: إلى أين تذهب هذه الموارد ؟! سؤال يوجهه أهالي العارة للمجلس المحلي.
> محمد قاسم رئيس الجمعية السمكية برأس العارة شكر «الأيام» على اهتمامها بمنطقة رأس العارة، وأشار إلى أن أداء الجمعية مستقر في الوقت الحالي، مبديا عزم الجمعية على إصدار نشرة فعلية للترويج لرأس العارة.
> عوض راشد رئيس رقابة جمعية العارة السمكية إشار إلى ضعف الثقافة عند الصياد وعزا ذلك الأمر إلى اصطياد خيار البحر ولاسيما بشباك محرمة وتتلف الثروة.
> عوض دربعي صياد تحدث عن غياب المحاسبة ومبدأ الثواب والعقاب وأشار في هذا السياق إلى أن «الجمعية تصرف أكثر من نصف مليون ريال شهريا كمرتبات للموظفين الأكثر من ثلاثين عاملا، بينما العاملون الحقيقيون لايتعدون عدد الأصابع، ولم نلحظ الاهتمام بصيانة مباني الجمعية، ولم يتم تسديد المديونية على الجمعية كقرض حوالي أربعين مليون مصنع ثلج وإيرادات مبيعات ولانعرف أين تذهب؟!» .
> آخر المتحدثين الأخ علي راجح محسن مدير عام مكتب الثروة السمكية بالمحافظة الذي أشاد بجمعية رأس العارة السمكية وقال:«نتمنى أن يحذو الأخوة في الخور حذو إخوانهم في رأس العارة».. مشيرا إلى أن رأس العارة ستشهد إقامة مشاريع عدة في الفترة القادمة .
ما أكثر الأوجاع حين تعدها ..
> حينما سبرنا أغوار الواقع في رأس العارة لاحظنا صنوفا من الحرمان التي تتجرعها المنطقة. فبدءا من زحف عشوائي على المرافق الخدمية والشواطئ الجميلة وتراكم أكوام القمامة وغياب دعم الصيادين بالقوارب والمحركات وعدم وجود الطرق الفرعية داخل رأس العارة، مرورا بعدم وجود مقرات للمباني والمكاتب التي تمارس مهامها الإيرادية في المنطقة، وانتهاء بمشروع مياه الصرف الصحي .. الخ.. قطرات الهموم هذه التي أمطرت مواطني رأس العارة أبلغتهم اليأس وانقطعت بهم السبل ولم يروا من «الأيام» إلا متنفسهم الأخير لعل وعسى.
قبل الوداع نافذة على البحر ..
> اقترب يومنا ذلك من الغروب وعندما هممنا بلملمة أوراقنا للانطلاق إلى منطقة أخرى وقفنا وقفة لتوديع رأس العارة تذكرنا من خلالها خليل مطران في إحدى أمسياته الشاطئية. خرجنا من العارة محملين بهمومها ومشاكلها التي أثقلت الجبال، وبسؤال نصه: ماهو قادم مصير الصيادين ؟!
رسالة مفتوحة ..
أحببت أن أختتم هذا الاستطلاع برسالة مفتوحة للأستاذ محسن النقيب محافظ لحج التي جمعتنا الصدف به في الكثير من المرات: أرجو يا أستاذ محسن أن توفق لإخراج واقع المضاربة والعارة من واقعها المعتم، وأن ترسم البسمة على شفاهها مجددا .. وختاما نسأل الله لك التوفيق والسداد وإلى لقاءات قادمة .
«الأيام» تنقلكم اليوم إلى موقع الحدث لتكتمل الصورة الحقيقية للعارة عند القارئ الكريم.. فهاكم قصتها الحزينة:
اللي يطوف ياما يشوف
في الحقلة السابقة التي عرضنا فيها واقع منطقة الخور عميرة التي وصلناها كما قلنا والشمس في كبد السماء، ورغم المحاولات التي بذلها الأهالي في الخور لإقناعنا بالمكوث ذلك اليوم عندهم إلا أننا أصررنا على مواصلة السير إلى منطقة رأس العارة التي كانت مقصدنا الثاني.. لن أسرد عليكم لحظات عصيبة عشناها لأكثر من ساعة على الخط في انتظار مواصلات لنقلنا إلى العارة، ولولا الواجب الإنساني الذي قام به الوالد سالم ثابت العاطفي الذي نقلنا على سيارته إلى العارة لربما غربت الشمس ونحن في تلك الأرض القاحلة.
رأس العارة بين الإهمال والاستثمار
تعاني منطقة العارة الإهمال في مختلف الخدمات وغياب متابعة الدولة لإصلاح هذا الوضع، أصيبت مرافق الدولة جراء ذلك بالشلل وفي ظل التسيب الإداري والمالي جعل جسم المنطقة معلولا .
رأس العارة موارد ضائعة .. ومشاريع غائبة
أخيرا رأيت العارة التي ينام أهلها ويصحون على أمواج هديرها الجميل.. منطقة رائعة وجميلة في زواياها خبايا كنوزها الثمينة الضائعة.. فياترى من يقف وراء الضياع ؟!
الأسئلة الصحفية الستة المعروفة لم تجد بعد الإجابة الشافية الكافية لكشف الجاني.
تساؤل يبحث عن إجابة
الثروة السمكية مع أنها أكبر الموارد في رأس العارة إلا أن هناك موارد أخرى لاتقل أهمية لايعرف مواطنو العارة مكان ذهابها ومنها ضرائب القات، رسوم مبيعات (المحلات)، مزاولة المهنة، المفارش (سوق الثلاثاء)، رسوم البناء، رسوم البطائق وشهادة الميلاد والوفاة والسجل المدني، مساهمة المجتمع في تحسين الخدمات الصحية، مبيعات صندوق الدواء، رسوم الطلاب، رسوم نقل الركاب، إلا أن المواطنين يتساءلون: إلى أين تذهب هذه الموارد ؟! سؤال يوجهه أهالي العارة للمجلس المحلي.
> محمد قاسم رئيس الجمعية السمكية برأس العارة شكر «الأيام» على اهتمامها بمنطقة رأس العارة، وأشار إلى أن أداء الجمعية مستقر في الوقت الحالي، مبديا عزم الجمعية على إصدار نشرة فعلية للترويج لرأس العارة.
> عوض راشد رئيس رقابة جمعية العارة السمكية إشار إلى ضعف الثقافة عند الصياد وعزا ذلك الأمر إلى اصطياد خيار البحر ولاسيما بشباك محرمة وتتلف الثروة.
> عوض دربعي صياد تحدث عن غياب المحاسبة ومبدأ الثواب والعقاب وأشار في هذا السياق إلى أن «الجمعية تصرف أكثر من نصف مليون ريال شهريا كمرتبات للموظفين الأكثر من ثلاثين عاملا، بينما العاملون الحقيقيون لايتعدون عدد الأصابع، ولم نلحظ الاهتمام بصيانة مباني الجمعية، ولم يتم تسديد المديونية على الجمعية كقرض حوالي أربعين مليون مصنع ثلج وإيرادات مبيعات ولانعرف أين تذهب؟!» .
> آخر المتحدثين الأخ علي راجح محسن مدير عام مكتب الثروة السمكية بالمحافظة الذي أشاد بجمعية رأس العارة السمكية وقال:«نتمنى أن يحذو الأخوة في الخور حذو إخوانهم في رأس العارة».. مشيرا إلى أن رأس العارة ستشهد إقامة مشاريع عدة في الفترة القادمة .
ما أكثر الأوجاع حين تعدها ..
> حينما سبرنا أغوار الواقع في رأس العارة لاحظنا صنوفا من الحرمان التي تتجرعها المنطقة. فبدءا من زحف عشوائي على المرافق الخدمية والشواطئ الجميلة وتراكم أكوام القمامة وغياب دعم الصيادين بالقوارب والمحركات وعدم وجود الطرق الفرعية داخل رأس العارة، مرورا بعدم وجود مقرات للمباني والمكاتب التي تمارس مهامها الإيرادية في المنطقة، وانتهاء بمشروع مياه الصرف الصحي .. الخ.. قطرات الهموم هذه التي أمطرت مواطني رأس العارة أبلغتهم اليأس وانقطعت بهم السبل ولم يروا من «الأيام» إلا متنفسهم الأخير لعل وعسى.
> اقترب يومنا ذلك من الغروب وعندما هممنا بلملمة أوراقنا للانطلاق إلى منطقة أخرى وقفنا وقفة لتوديع رأس العارة تذكرنا من خلالها خليل مطران في إحدى أمسياته الشاطئية. خرجنا من العارة محملين بهمومها ومشاكلها التي أثقلت الجبال، وبسؤال نصه: ماهو قادم مصير الصيادين ؟!
رسالة مفتوحة ..
أحببت أن أختتم هذا الاستطلاع برسالة مفتوحة للأستاذ محسن النقيب محافظ لحج التي جمعتنا الصدف به في الكثير من المرات: أرجو يا أستاذ محسن أن توفق لإخراج واقع المضاربة والعارة من واقعها المعتم، وأن ترسم البسمة على شفاهها مجددا .. وختاما نسأل الله لك التوفيق والسداد وإلى لقاءات قادمة .