بولندا توجه ضربة للرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي

> باريس «الأيام» بول تيلور وفرانسوا ميرفي :

> فاقم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي أمس الثلاثاء من المشاكل التي تواجه الاتحاد الاوروبي في اليوم الاول لتولي فرنسا رئاسته حين أعلن انه لن يوقع معاهدة اصلاح الاتحاد في الوقت الراهن.

وقال كاتشينسكي في حديث صحفي نشر أمس الثلاثاء ان رفض الايرلنديين للمعاهدة في استفتاء 12 يونيو حزيران جعل توقيعها "بلا معنى".

وتحتاج المعاهدة الخاصة باصلاح مؤسسات الاتحاد الى موافقة اعضائه السبعة والعشرين بالاجماع لتصبح نافذة.

وساعد كاتشينسكي المتشكك في الوحدة الاوروبية في المفاوضات الخاصة بالمعاهدة لكن حزبه أصبح الان في المعارضة. وصرح رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بان التصديق على معاهدة لشبونة سيكون في مصلحة بولندا.

وأبرزت تصريحاته المشاكل التي تواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع بداية فترة الرئاسة الفرنسية الدورية للاتحاد ومدتها ستة أشهر.

وسألت صحيفة دزينينك الرئيس البولندي عما اذا كان سيوقع المعاهدة في آخر خطوة على طريق التصديق عليها في بولندا بعد ان أيدها مجلسا البرلمان فقال كاتشينسكي "هذا الان أصبح بلا معنى. لكن يصعب القول كيف سينتهي كل هذا الامر."

وقال ساركوزي انه ما زال يعتقد ان كاتشينسكي سيلتزم في نهاية الامر بتعهده بأن تصدق بولندا على الاتفاقية.

واضاف للصحفيين ان كاتشينسكي "رجل ملتزم سياسيا. انه رجل لم يخلف كلمته مطلقا وقد قطع تعهدا امام شركائه الاوروبيين الستة والعشرين. لا أشك للحظة واحدة في انه سيتم الوفاء بهذا التعهد."

وقال رئيس الوزراء البولندي تاسك انه يجب التصديق على المعاهدة. واضاف في مؤتمر صحفي "نحن مقتنعون بأن التصديق على المعاهدة يحقق مصلحة بولندا على افضل ما تكون... من الصعب قبول وضع تكون فيه بولندا في نفس الموقع مثل ايرلندا.. وهو وضع عسير جدا."

وصرح مصدر كبير في مكتب ساركوزي بأن فرنسا تعتقد انه بالامكان اقناع الرئيس البولندي والرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بالمعاهدة اذا تم ابلاغهما بوضوح انه لن يحدث مزيد من التوسعة في الاتحاد الاوروبي دون اصلاح مؤسساته.

وتريد كل من بولندا وجمهورية التشيك ان يضم الاتحاد الاوروبي اعضاء جددا في البلقان بدءا بكرواتيا وان يتوسع في نهاية الامر بدرجة اكبر في اتجاه الشرق ليضم اوكرانيا. واعطى ذلك قوة دفع لجهود الرئاسة الفرنسية للحصول على التصديق على المعاهدة.

وقال المصدر "اذا قلتم اننا نستخدم ذلك كوسيلة تسهيل فأنتم على حق."

واشار المصدر ايضا الى ان كاتشينسكي ليس شريكا سهلا لكنه على علاقة شخصية جيدة مع ساركوزي.

وأعطى البرلمان البولندي الضوء الاخضر للاتفاقية في ابريل نيسان. واخر كاتشينسكي التوقيع لكنه سبق ان قال ان التصديق من جانب بولندا مسألة مفروغ منها.

وقارن وضع الكتلة بما حدث عام 2005 حين رفض الناخبون الفرنسيون والهولنديون دستورا للاتحاد الاوروبي اكثر طموحا واعيدت صياغته في وقت لاحق في صورة معاهدة لشبونة.

وقال كاتشينسكي "عملت الكتلة وهي تعمل وستستمر في العمل.. الامر ليس مثاليا لكن مثل هذا الهيكل المعقد لا يمكن ان يكون مثاليا."

ورفض الناخبون الايرلنديون معاهدة لشبونة لاسباب تتراوح من اعتبارهم النص غير مفهوم الى بواعث قلق من انها ستجلب ضرائب اعلى او ستقنن الاجهاض.

وقال مصدر الرئاسة الفرنسية ان ساركوزي سيسافر الى ايرلندا يوم 21 يوليو لبحث حل للوضع مشيرا الى ان الايرلنديين تعودوا التصويت مرة اخرى بعد الحصول على تأكيدات مثلما فعلوا بعد رفض اتفاقية نيس في استفتاء عام 2001 .

وتساءل قائلا "ألم يكن الايرلنديون هم الذين صوتوا مرة اخرى من قبل."

وقال المصدر ان اولوية ساركوزي هي ان يبقي على كل دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين معا بدلا من تشكيل اوروبا ذات سرعتين او متعددة السرعات كما يريد بعض الدعاة المتحمسين للوحدة.

ومن المقرر ان يستمع زعماء الاتحاد الاووربي الذين يجتمعون في اكتوبر تشرين الاول الى رئيس الوزراء الايرلندي بشأن كيفية المضي قدما بعد رفض المعاهدة في الاستفتاء الذي اجرته بلاده. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى