تهديدات إسرائيل لإيران تبدو خدعة حتى الآن

> بيروت «الأيام» اليستير ليون:

>
سرب من الطائرات الإسرائيلية
سرب من الطائرات الإسرائيلية
اسرائيل تبدو راضية عن الابقاء على إيران وبقية العالم في حالة تكهن وترقب لما إذا كانت ستشن هجوما على منشآت نووية إيرانية أم لا ومتى تفعل.

فهي لم تقم بجهد يذكر لتهدئة التكهنات التي اثارتها مناورات جوية اسرائيلية ضخمة الشهر الماضي وتصريح وزير اسرائيلي بأن العمل العسكري «حتمي» وتوقع المسؤول الامريكي السابق جون بولتون بأن ذلك قد يحدث في الاسابيع الاخيرة من فترة ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش.

وتسخر إيران من هذا اللغو باعتباره «حربا نفسية» وتهدد بعواقب وخيمة إذا وقع أي هجوم.

وتشعر دول الخليج العربية التي قد تكون صادراتها النفطية بين أهداف ايران الانتقامية بالقلق في حين ترتفع أسعار النفط الخام.

وكتبت صحيفة «جلف نيوز» التي تصدر في دبي في عددها الصادر أمس الأول الاثنين تقول «إذا كانت اسرائيل من الغباء بحيث تحاول شن هجوم على إيران كما هددت مرارا فإن من حق طهران بالتأكيد الرد على الهجوم بمثله». واضافت الصحيفة «لكن ذلك لا يلغي التوتر السائد بين الناس في المنطقة بسبب اعلان إيران أنها في إطار ردها الانتقامي سوف تغلق... مسارات النفط الخليجي».

وربما يعتقد الاسرائيليون أن مجرد الحديث عن عمل عسكري قد يدفع إيران إلى تغيير سلوكها أو على الأقل يحفز على عمل دولي أكثر تشددا لحمل طهران على وقف مساعيها النووية التي يقول الايرانيون انها تهدف فقط لإنتاج الكهرباء وليس القنابل.

وقال افرايم كام نائب مدير مركز جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب إن اسرائيل تفضل حتى الآن ان تترك الضغوط الدبلوماسية تأخذ مداها.

وابلغ رويترز في القدس «الحديث (عن خيارات عسكرية) يهدف إلى الردع والضغط على الاوروبيين لزيادة ضغوطهم على أمل ان يردع ذلك إيران». ومع ذلك فإن الجيش الاسرائيلي يفترض ان يكون يعد خططا طارئة نظرا لمخاوف اسرائيل العميقة من ان تهدد إيران المسلحة نوويا وجودها ذاته- رغم ان الدولة اليهودية لديها رادع نووي قوي خاص بها وإن لم يكن معلنا.

وقال رئيس اركان الجيش السابق موشي يعلون للصحفيين الاسبوع الماضي «جيش الدفاع الاسرائيلي يجب ان يكون جاهزا لجميع الخيارات.. عمل عسكري في إيران ليس بالأمر السهل.يجب ان يكون الملاذ الأخير ولكن يجب ألا نستبعده». ووصف فكرة بولتون بأن الهجوم الاسرائيلي قد يقع بين الانتخابات الامريكية في نوفمبر وبدء ولاية الرئيس الجديد في يناير بأنه «تكهن مثير للاهتمام جدا». وبولتون الذي يدعو إلى استخدام العنف تجاه إيران لا يرى فرصة تذكر في أن تقوم إدارة بوش بذلك خاصة بعد ان افاد تقرير للمخابرات الامريكية العام الماضي أن طهران أوقفت العمل على تصنيع قنبلة ذرية مع استمرارها في أنشطة نووية أخرى.

وزادت تقارير مسربة عن تدريب عسكري كبير قامت به اسرائيل فوق البحر المتوسط يوم الثاني من يونيو من الجدل الدائر بشأن موقف اسرائيل.

وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر اسمائهم ان التدريب شمل مئة طائرة لكنهم لم يؤكدوا او ينفوا تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز افاد انه كان تدريبا على شن هجوم على إيران.

ويقول بعض المحللين الامنيين أن حتى حملة جوية امريكية شاملة لن تتمكن سوى من تعطيل خطط إيران النووية لبضع سنوات. والقوات الاسرائيلية التي تعمل بعيدا عن ديارها تأمل في تدمير جميع المنشآت النووية المحصنة المتناثرة.

وحذر محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي من أن الهجوم على إيران سوف يحول منطقة الشرق الاوسط إلى «كرة من نار» ويدفع طهران لمحاولة انتاج قنابل نووية بأسرع وقت ممكن.

لكن اسرائيل قد تقرر المضي قدما على أي حال بعد دراسة جميع مخاطر الردود الانتقامية والاضطرابات الاقليمية والاضرار على الاقتصاد العالمي في وجه ما تراه تهديدا لوجودها.

وقال دبلوماسي اوروبي بارز «كل من يعرف الاسرائيليين يعرف انهم لن يقفوا مكتوفي الايدي متمنين الافضل. فهم يقدمون على مخاطر كبيرة من اجل أمنهم»، واضاف «سيكونون حازمين بشدة ولن يخشوا استدراج آخرين في الامر». ولكن هذه اللحظة لم تأت بعد.

وعندما قال شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الشهر الماضي ان الهجوم على ايران يبدو لا مفر منه في ضوء ما أحرزته هذه الدولة على الصعيد النووي اتهمه منتقدون في الداخل بانه يستغل قضايا الامن الاستراتيجية لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال كام من مركز جافي إن اسرائيل قد تتوقع انتقادات بسبب أي هجوم على إيران حتى من اقرب حلفائها في الغرب.

وأضاف «لكني اعتقد في نهاية الأمر انه سيكون هناك تفهم في الخارج وربما ايضا شعور في الغرب أن الاسرائيليين قاموا بالعمل القذر نيابة عنهم. إيران ليس لها الكثير من الاصدقاء هناك. وكثيرا ما حمت الولايات المتحدة اسرائيل حليفتها من انتقادات مجلس الأمن الدولي لأعمالها العسكرية ضد الفلسطينيين وعرب آخرين. والهجوم على ايران أيا كانت عواقبه لن يختلف عن ذلك.

وقال تريتا بارسي الخبير في علاقات الدولتين بإيران والمقيم في واشنطن «من الصعب للغاية رؤية الولايات المتحدة تعاقب إسرائيل». وأضاف «الولايات المتحدة قد تتبنى اسلوبا هادئا في حين تحتفل سرا بالهجوم». وقال بروس ريدل المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية ويعمل حاليا بمعهد بروكينجز إن كبار المخططين العسكريين الاسرائيليين يعتقدون ان المهمة لوقف برنامج إيران النووي قابلة للتنفيذ.

وقال لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني مشيرا إلى هجمات اسرائيلية سابقة على العراق وسوريا «التاريخ يشير إلى ان اسرائيل ستستخدم القوة للإبقاء على احتكارها للسلاح النووي في الشرق الاوسط». وأضاف «الزعماء السياسيون في اسرائيل قد يرون الشهور الاخيرة من ولاية إدارة بوش الصديقة بمثابة فرصة».

وقال ريدل مشيرا إلى ان القوات الامريكية في الخليج والعراق قد تكون من الاهداف المرجحة لرد إيران الانتقامي وهو ما قد يثير بدوره حربا جديدة في لبنان ويدفع أسعار النفط إلى ارتفاعات جديدة «واشنطن لها مصالح استراتيجية حيوية معرضة للخطر هنا وتحتاج ان تعلن بوضوح رؤيتها لحكمة او خطورة العملية الاسرائيلية».

شارك في التغطية دان وليامز واليستر ماكدونالد في القدس وادموند بلير في طهران ولين نويهض في دبي.. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى