شباب عدن وأثرياء العالم

> «الأيام» صلاح بن محرز:

> من يتمعن في سيرة الأثرياء وبداياتهم المتواضعة يلاحظ أن معظم أولئك بدأوا بمشاريع مشتركة، إما من شخصين أو عدد أكثر من ذلك، ثم عندما نهضت تجارتهم وأصابها النجاح تم الانفصال بتوافق تام ليواصل كل طرف خطه المميز بأسلوبه الخاص، وطبعا عند حدوث ذلك يكون كل طرف قد استفاد من خبرة الآخر، ويكون المال قد تضاعف عشرات المرات، والأهم من ذلك أن تجربة الشخص حينها تكون قد تبلورت ووصلت لمرحلة النضج.

وفي كتابه المميز (العادات السبع للنجاح) يقول (ستيفن كوفي): «إن عادتي التكاتف والتفكير من باب المصلحة للجميع هما أهم عادتين للنجاح، فليس بمقدور تاجر مبتدىء أن يخوض غمار السوق لوحده، فهو إن لم يكن بحاجة للمادة فالأكيد أنه بحاجة لخبرات وأفكار الآخرين». وكذلك العالم لايمكنه أن يصل إلى سبق علمي دون فريق يعينه، وقس عليها لاعب الكرة والفنان وغيرهم، وإذا رجعنا لأثرياء العالم (اللهم اجعلنا منهم)، لك أن تعرف أن (بيل غيتس) أثرى رجل على هذه الأرض بدأ تجارته بإنشاء مجموعة (ليك سايد) للكمبيوتر وهو في الرابعة عشرة من عمره، ثم شركة (traf-o-data) فإمبراطوريته العملاقة (مايكروسوفت) برفقة زميل دراسته (بول آلن)، وكانت انطلاقة رفيق الحريري- رحمه الله- الحقيقية نحو الثراء بدمج شركته (سيكونيست) مع (أوجيه الفرنسية) والوليد بن طلال بشراء أسهم في(city bank)، والفايد بمشاركة عدنان خاشقجي.

ومن هنا فإنني أتمنى من شباب عدن النظر إلى العمل من منظور الفريق الواحد، لا من منظور الفردية، تخيلوا معي لو اجتمع كل عشرة من الخريجين، واتفقوا على الاستثمار في عمل ما جديد ضمن نطاق دراستهم، كأن يتفق مثلا عشرة مهندسين على افتتاح مكتب هندسي استشاري يقدم خدمات جديدة في هذا المجال، أو يتفق عشرة أطباء على استئجار شقة وفتحها كمستوصف صغير يبدأ ببدايات متواضعة، أليست فكرة المجموعة أسهل في تجميع الأفكار وفي توفير رأس المال.

ومن هنا أوجه دعوتي إلى محافظ عدن ورئيس جامعتها والأساتذة المتخصصين ورجال الأعمال بتمويل مشاريع التخرج التي يعكف على إنجازها الطلاب في سنة تخرجهم الأخيرة من مشاريع لا جدوى لها، إذ تظل حبيسة الأدراج، ويتفاجأ الطالب بعد إنجازها وحصوله على شهادة التخرج أنه لايجد عملا يقوم به فينضم إلى طابور البطالة.

أقول إنني أقترح أن تحول تلك المشاريع إلى مشاريع لدراسة وضع الطالب بعد التخرج. أين سيعمل؟ وكيف؟

ويتم ضمن دراسة المشروع درج كل طالب ضمن مجموعة عملية، والتخطيط لإنشاء مشروع صغير لهم يبدأون فيه بعد التخرج والبحث عن مصادر تمويله، والخطط التي تضمن له النجاح والاستمرارية، وياحبذا لو يتم إنشاء مجلس خاص بذلك تشترك فيه المحافظة والجامعة ورؤوس الأموال الخيرية، أظن لو تم ذلك في السنة الأخيرة لكل طالب سيعرف حينها الطالب أين سيكون مصيره بعد التخرج، مع ثقتي العميقة أن تمويل عدة مجموعات بقروض دون فائدة مع تحميلها الصرف والمساعدة في إنشاء مجموعات أخرى من أرباحها سيقلل من نسبة البطالة بين شباب عدن، وسينشئ لنا (بيل غيتس) يمني يضاهي أثرياء العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى