> أنقرة «الأيام» بول دو بنديرن وسلجق جوكلوك :
وجاءت حملة الشرطة بعد فترة وجيزة من بدء المحكمة الدستورية نظر دعوى قانونية تتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم بالسعي قامة دولة إسلامية وقد تفضي إلى إغلاقه في تحرك قد يؤدي إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
وانخفضت اسهم التركية ستة بالمئة والليرة حوالي اثنين بالمئة بسبب مخاوف من استمرار عدم اليقين السياسي لفترة طويلة وهو ما يقول محللون سياسيون إنه قد يلحق الضرر بآمال أنقرة في انضمام إلى الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن اعتقالات مرتبطة بتحقيق مستمر منذ فترة طويلة مع جماعة ارجينيكون وهي جماعة علمانية قومية متطرفة متهمة بالسعي للقيام بانقلاب.
وقال اردوغان "ليس حزب العدالة والتنمية هو ما يمكنهم تحمله. ما يمكنهم تحمله هو الديمقراطية.. ارادة الوطنية.. مشاعر الناس وافكارهم."
وقالت شرطة انقرة انه تم اعتقال 24 شخصا لكن مكتب ادعاء ابلغ في وقت حق وكالة أنباء اناضول الرسمية أنه تم اعتقال 21 ويجري البحث عن ثثة.
وذكرت الوكالة ان بين المعتقلين الجنران البارزان خورشيد طولون وشانار اريوجور القائد السابق لقوات الامن ورئيس رابطة علمانية ذات نفوذ.
وذكرت صحيفة ملليت بموقعها على انترنت انه تم ايضا اعتقال بريجادير جنرال متقاعد ونائب اميرال متقاعد.
وقال مصطفى اوزيوريك المشرع الكبير عن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي لقناة (إن.تي.في) "هؤء أشخاص بارزون والعامل المشترك بينهم هو وؤهم للعلمانية.
تريد (الحكومة) تحويل المجتمع إلى امبراطورية من الخوف."
واعتقل ايضا رئيس غرفة تجارة انقرة سنان ايجون ومدير مكتب صحيفة جمهوريت العلمانية اليومية في انقرة.
ودستور تركيا التي تسكنها أغلبية مسلمة علماني ويعتبر الجيش نفسه الحارس اول للجمهورية التي أسسها مصطفى كمال اتاتورك.
ولا يزال الجيش على خف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بشأن دور الدين في الحياة العامة وهي القضية التي أبقت تركيا في حالة استقطاب على مدى عقود.
وشهدت تركيا أربعة انقلابات عسكرية خلال الاعوام الخمسين الماضية.
ويقول محللون سياسيون إن ارجينيكون جزء من "الدولة الداخلية" وهو مصطلح يطلق على القوميين المتشددين في قوات امن التركية والجهاز اداري للدولة وهم مستعدون لمخالفة القانون من أجل برنامج عملهم الخاص.
واعتقل أكثر من 40 شخصا بينهم ضباط سابقون بالجيش ومحامون وصحفيون خلال العام الفائت لشتباه في صلتهم بارجينيكون.
ونفى الجيش الذي انتقد الحكومة مرارا أي صت بالجماعة,ولم توجه أي تهم رسمية ضد المعتقلين لكن وكالة أنباء اناضول أفادت نقلا عن مصادر قضائية أن من المتوقع انتهاء من إعداد ئحة اتهام بنهاية اسبوع الحالي.
وقالت صحيفة حريت إن نصف الذين اعتقلوا أمس الثلاثاء أعضاء برابطة الفكر الكمالي وهي جماعة ذات نفوذ تروج لمباديء مؤسس تركيا الحديثة.
وساعدت الرابطة على حشد ميين اتراك في الشوارع لحتجاج على انتخاب وزير الخارجية السابق عبد الله جول رئيسا للبد العام الماضي مما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وقال نائب رئيس الرابطة علي ارجان لرويترز " عقة لنا بانشطة غير القانونية."
وتشك المؤسسة العلمانية بما فيها جنرات الجيش والقضاة في أن لدى حزب العدالة والتنمية برنامج عمل غير معلن. وينفي الحزب الذي يضم قوميين وليبراليين وسياسيين من يمين الوسط إلى جانب متدينين محافظين مثل هذه اتهامات
وبعد فترة وجيزة من اعتقات عرض رئيس جهاز ادعاء في تركيا دعواه أمام المحكمة الدستورية غق حزب العدالة والتنمية الذي أعيد انتخابه العام الماضي.
ويريد ادعاء أيضا منع 71 من الرموز السياسية بمن فيهم اردوغان من العمل السياسي لمدة خمسة أعوام بتهمة السعي لتحويل تركيا إلى دولة إسلامية.
وينفي حزب العدالة والتنمية هذه اتهامات ويقول إن دوافعها سياسية.
ويتوقع صدور الحكم في اغسطس اب على أقرب تقدير.
وحظرت المحاكم التركية أكثر من 20 حزبا سياسيا بزعم قيامها بأنشطة إسلامية أو انفصالية كردية,وتم حظر سلف لحزب العدالة والتنمية في 2001.
وإذا أغلق حزب العدالة والتنمية وأزيح اردوغان من السلطة فإن محللين يتوقعون إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
ويقول محللون إن احتمالات اغلاق الحزب زادت منذ أبطلت المحكمة الدستورية الشهر الماضي تحركا قادته الحكومة للسماح للطالبات بارتداء الحجاب في الجامعات.
وتسائل جونيت ارجايوريك كاتب العمود بصحيفة جمهوريت قائلا "هل من قبيل المصادفة أن تأتي عملية (الشرطة) ضد مكاتبنا في نفس توقيت البيان الشفهي لرئيس جهاز ادعاء؟."
وتعكس الدعوى القضائية صراعا على السلطة بين نخبتين متنافستين بقدر ما هي خلافات في الرأي تعود إلى عقود بشأن ما إذا كان ينبغي تخفيف القيود على ممارسة الشعائر اسلامية.
(شارك في التغطية دارين باتلر) رويترز