ساركوزي يمسك بزمام الاتحاد الاوروبي في اجواء متازمة

> باريس «الأيام» توما مورفان :

> امسك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الثلاثاء بزمام الاتحاد الاوروبي في اجواء متازمة زاد في تفاقهما الرئيس البولندي برفضه المصادقة على معاهدة لشبونة وانتقادات شديدة استهدفت ساركوزي من بروكسل.

وفي ذات اليوم الذي تولت فيه فرنسا رئاسة الاتحاد الاوروبي لستة اشهر تلقى ساركوزي خبرين سيئين متتاليين.

جاء الخبر الاول من وارسو حيث اعلن الرئيس ليش كاتزينسكي انه لن يصادق على معاهدة لشبونه التي قال انها باتت "دون فائدة" بعد ان رفضها الايرلنديون.

وجاء الخبر السيء الثاني من بروكسل حيث اعتبر المفوض الاوروبي للتجارة بيتر مندلسن في بيان هجمات ساركوزي عليه "خاطئة" و"غير مبررة" مؤكدا من جهة اخرى انها تضر بالوحدة الاوروبية في المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية.

وانتقد ساركوزي مساء أمس الأول في برنامج متلفز الموقف الذي يدافع عنه مندلسن في منظمة التجارة العالمية باسم الاتحاد الاوروبي حول الزراعة مؤكدا انه "لا يقبله".

لكن في باريس كانت الاجواء مع الرموز الوحدوية حيث ان مساء أمس الأول وقبل منتصف الليل بقليل سلمت سلوفينيا الرئاسة لوزير الخارجية برنار كوشنير الذي اشرف على انطلاق الرئاسة الفرنسية باضاءة برج ايفل بالوان العلم الاوروبي الزرقاء ونجومه الصفراء الاثني عشر.

وكان يتوقع حضور اعضاء المفوضية الاوروبية -بمن فيهم مندلسن- ورئيسها جوزيه مانويل باروزو الى باريس في اول يوم من تولي فرنسا الرئاسة.

ويتضمن البرنامج مادبة غداء مع رئيس الوزراء فرنسوا فيون وندوة عمل بين المفوضية والحكومة واحتفال عند قوس النصر ومادبة عشاء في قصر الاليزيه مع نيكولا ساركوزي.

وستصعب مهمة الرئيس الفرنسي اثر رفض الايرلنديين في حزيران/يونيو المصادقة على معاهدة لشبونة، الوثيقة التي كان يرجى منها اخراج الاتحاد الاوروبي نهائيا من ازمة مؤسساتية تسبب فيها عام 2005 رفض الفرنسيين والهولنديين الدستور الاوروبي.

وتضاف الى الرفض غير المتوقع من الرئيس البولندي، مشكلة الجمهورية التشيكية التي لا تعتبر فيها المصادقة على المعاهدة مضمونة. لكن ساركوزي كان يريد "حصر المشكلة" المؤسساتية في ايرلندا مراهنا على مواصلة المصادقة في الدول الاخرى التي لم تتبناها بعد.

وفي برنامج متلفز اعلن مساء أمس الأول "ليس لدينا متسعا من الوقت" لايجاد حل قبل "مهلة" الانتخابات الاوروبية المحددة في نهاية حزيران/يونيو 2009، مؤكدا انه سيتم تعطيل انضمام اي دولة اخرى عمليا. وسيتوجه في 11 تموز/يوليو الى دبلن.

ورغم اجواء الازمة ابدى ساركوزي ارادة حازمة داعيا الى "تغيير عميق في طريقة صنع اوروبا".

واعلن قبل ساعات من تولي فرنسا الرئاسة "ننتظر من اوروبا ان تحمي الاوروبيين من المخاطر التي تحدق بهم بفعل العولمة وهنا لا تسير الامور على ما يرام".

وتامل فرنسا في تحقيق تقدم ملموس في عدة ملفات كبيرة من شانها ان تجدد ثقة المواطنين في الاتحاد الاوروبي.

وحددت باريس اربع اولويات لرئاستها الاتحاد هي تبني مجموعة من الاجراءات في مجال المناخ والطاقة والتوصل الى ميثاق اوروبي حول الهجرة واعادة تحريك اوروبا الدفاع والزراعة.

الا ان ساركوزي جازف باثارة بلبلة اخرى بمهاجمته مجددا مساء أمس الأول البنك المركزي الاوروبي قبل ايام من ارتفاع مرتقب لنسبة الفوائد وقال ان على ذلك البنك ان "يطرح مسالة النمو" و"ليس فحسب التضخم".

ومن اجل اضفاء بريق على رئاستها تعول فرنسا بالخصوص على انطلاق الاتحاد من اجل المتوسط في 13 تموز/يوليو بحضور اربعين رئيس دولة وحكومة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى