رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
عبيد حسين خيالي يلقي كلمة وهو سكرتير الجمعية بمناسبة افتتاح أول دورة لتعليم النساء الخياطة والتطريز في جبل العيدروس عام 1958
عبيد حسين خيالي يلقي كلمة وهو سكرتير الجمعية بمناسبة افتتاح أول دورة لتعليم النساء الخياطة والتطريز في جبل العيدروس عام 1958
الميلاد والنشأة..عبيد حسين عبيد خيالي من مواليد حارة القاضي في كريتر (عدن) في 13 نوفمبر 1939، تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية في كريتر (عدن)، وأكمل تعليمه العام في المعهد التجاري العدني.

يحمل عبيد خيالي ذكريات الطفولة الوطنية والقومية، ومن ذكرياته أنه التحق بالمدرسة عام 1947، وفي العام 1948، عام النكبة.. عام قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948، على حساب الشعب العربي الفلسطيني تفاعل سكان عدن مع ذلك الحدث التآمري، وحددت إدارة مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية ممثلة بمديرها الشيخ الجليل علي محمد باحميش وأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة ومنهم الأستاذ يحيى مكي والأستاذ بازياد نوعية العمل، فخرج الطلاب في مظاهرة كبيرة حملوا فيها الأعلام الفسلطينية والعربية.

وانطلقت المظاهرة الطلابية من ساحة المدرسة إلى ميدان كرة القدم، وقبالة الميدان منزل التاجر اليهودي المعروف (بنين) (SALEMBENIN) الذي كان يرمي الطلاب المتظاهرين بقوارير معبأة بالتراب، وتحركت المظاهرة بعد ذلك إلى حارة اليهود، حيث فرقت قوات الشرطة المتظاهرين، وفي المساء اشتعلت الحرائق في منازل اليهود، واستدعى الموقف تدخل قوات الشرطة المسلحة باستخدام الرصاص الحي لتفريق الجماعات التي لجأت إلى استخدام العنف، ومنهم شخص يدعى عتيق، سقط شهيدا برصاص الجنود المسلحين، وتم بعد ذلك إجلاء اليهود من المنطقة بالعملية الجوية المشهورة (بساط الريح).

خيالي يشهد حفل استقبال قوات بحرية مصرية في المعهد التجاري

من جعبة ذكريات الطالب عبيد خيالي في المعهد التجاري العدني الذي ارتكزت شهرته على قامتين تربويتين هما: الأستاذ ياسين راجمنار، عميد المعهد ومؤسسه، والأستاذ مصطفى عبدالكريم بازرعة، الرجل الثاني في المعهد وقرين كريمة راجمنار.

الحبيشي ومحمود فريد وحامد دجنة وعبدالله سمر ومجيد عبدالمجيد
الحبيشي ومحمود فريد وحامد دجنة وعبدالله سمر ومجيد عبدالمجيد
وصلت بوارج حربية مصرية إلى ميناء عدن عام 1955، وأقيم حفل استقبال كبير في المعهد التجاري العدني، ألقيت فيه كلمات وقصائد، قدمها رجال الدين والسياسة والتربية، كان منهم الشيخ محمد بن سالم البيحاني والأستاذ مصطفى عبدالكريم بازرعة والأستاذ حسين دلمار.

خيالي في السودان ثم سلخانات عدن

التحق عبيد حسين خيالي بخدمة بلدية عدن (ADENMUNICIPALTY) (الطيبة الذكر والوفيرة العطاء والنماء) في 17 أكتوبر 1957، حيث عمل كاتب حسابات، وغادر عدن إلى الخرطوم في العام 1961 في دورة دراسية في تفتيش اللحوم لمدة ستة أشهر، وشاركه في الدورة محمد عبده إبراهيم ومحمد صالح موشجي وأحمد عبده حنبلة، وبعد عودته من السودان عمل مفتش لحوم في سلخانات عدن، وكان من حسنة ذلك التفتيش أن لحوم المواشي غير الصالحة للاستخدام البشري كانت تمنح لحديقة الحيوانات في الشيخ عثمان لصاحبها المغفور له بإذن الله تعالى الحاج عبدالمجيد السلفي.

الخيالي إلى بريطانيا مع الموسى والمغيني

غادر عبيد خيالي عدن إلى بريطانيا مع عدد من زملائه في بلدية عدن، منهم محمد عبدالله موسى وسالم مغيني وغيرهم (من الذين أصبحوا من كبار كوادر صحة البيئة)، والتحق بالجمعية الملكية البريطانية لدراسة الصحة العامة خلال الفترة من مارس 1964 حتى يونيو 1967، حيث حصلوا على دبلوم الصحة العامة، وكان عددهم (16) دارسا. عمل عبيد خيالي بعد عودته من بريطانيا مفتش صحة عامة ثم مديرا للنظافة في المحافظة وعين بعد ذلك نائب مدير عام صحة البيئة حتى نهاية خدمته، وعمل مشرف عام النظافة في صندوق النظافة بعد تقاعده حتى الآن.

الرئيس علي ناصر محمد ومحافظ محافظة عدن وعبدالله غانم المهندس البلدي وعبيد خيالي مدير النظافة
الرئيس علي ناصر محمد ومحافظ محافظة عدن وعبدالله غانم المهندس البلدي وعبيد خيالي مدير النظافة
الخيالي في خدمة الإنسان في جبل العيدروس

قام عبيد خيالي مع آخرين في العام 1957 بتأسيس جمعية لسكان جبل العيدروس، سميت (جمعية جبل العيدروس الاجتماعية)، وكان لتلك الجمعية أياد بيضاء على السكان، حيث نشطت في عدة مجالات اجتماعية كإدخال الكهرباء والماء إلى المنطقة الشعبية، وسفلتة الأزقة، وإدخال المجاري إلى كل منزل نظير مبلغ زهيد قدره (200) شلن، أما الفقراء فقد كانت الجمعية تتولى الدفع نيابة عنهم.

كما عملت الجمعية أيضا على إعادة بناء المساكن التي دمرتها الأمطار، وفتحت صفوفا لمحو أمية الرجال والنساء، وفتحت مشغلا لتعليم النساء الخياطة والتطريز، بالإضافة إلى نشاطات فنية وثقافية أخرى.

من أجل الإنسان نشرت «اليقظة» (لصاحبها عبدالرحمن جرجرة) مقالا موسوما (سكان العيدروس والمجاري) للسيد عبيد حسين خيالي في عددها الصادر في 16 ديسمبر 1959، وكاد ذلك المقال أن يفقده وظيفته.

يشير الأخ عبيد خيالي في مذكراته إلى أن عملية إدخال المجاري إلى جبل العيدروس تمت بتظافر جهود الطيبين من النواب في المجلس البلدي، وفي مقدمتهم عميد المجلس محمد علي باشراحيل وأبوبكر كعدل وعلي عبدالله باصهي.

مهيوب سلطان سيف وعبدالقادر جرجرة والحبيشي ومحمود وسمر وعبيد خيالي وابن مهيوب سلطان في مكتب المدير المالي للبلدية عام 1958
مهيوب سلطان سيف وعبدالقادر جرجرة والحبيشي ومحمود وسمر وعبيد خيالي وابن مهيوب سلطان في مكتب المدير المالي للبلدية عام 1958
خيالي وتجربة العمل النقابي والحكم المحلي

يشير الأخ عبيد خيالي في مذكراته إلى أن الشهيد علي حسين قاضي، كان المؤسس لنقابة موظفي الحكومة والحكومات المحلية، وكان القاضي رحمه الله سكرتيرا لنقابة موظفي الحكومة والحكومات المحلية، وكان عبيد خيالي المسئول المالي للنقابة، ويفيد خيالي بأنه ترك العمل النقابي بعد اغتيال علي حسين قاضي.

من ضمن أوراق ووثائق عبيد خيالي بطاقة عضوية مجلس الشعب المحلي م.عدن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وتحمل الرقم (12) وصادرة في 9 نوفمبر 1986.

وتشير البطاقة إلى أن صاحبها يتمتع بالحصانة استنادا لنص المادة (86) من الدستور والمادة (35) من قانون الحكم المحلي، وتشير البطاقة إلى منع التعرض لصاحب البطاقة، وفي حالة المخالفة تبلغ الجهات القيادية في المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى