مواطنون بشبوة يطالبون السلطة المحلية عدم التنصل من مهامها واعتماد موازنة لمكافحة حمى الضنك

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
مياه راكدة تساعد على انتقال البعوض الناقل لحمى الضنك
مياه راكدة تساعد على انتقال البعوض الناقل لحمى الضنك
حمى الضنك ضيف قديم في شبوة، فقد بدأ في الانتشار في شبوة عام 2005، وقد كان للسلطة بقيادة المحافظ الأسبق الرصاص دور تشكر عليه، أما الآن فقد انتشرت بشكل واسع، وسجلت المحافظة مئات المصابين في مديريات المحافظة، والسلطة في المحافظة تحاول التنصل من مهامها، وتصرف الملايين على المشاريع يوميا، بينما المواطنون يئنون من ألم حمى الضنك، ولا أحد يستجيب، و مكتب الصحة قام بجهود كبيرة على قلة الإمكانيات، ولكن الأمر بحاجة إلى تضافر الجهود من السلطة ووزارة الصحة.. «الأيام» تتقصى حقيقة انتشار حمى الضنك في التحقيق التالي:

حطيب وبداية انتشار حمى الضنك

الأخ عوض أحمد إبراهيم مدير عام مكتب الصحة والسكان بمديرية حطيب مديرية شبوة، قال: «في البداية نشكر صحيفة «الأيام» على جهودها، حيث إنه تم اكتشاف أول حالة مصابة بحمى الضنك بمديرية حطيب في شبوة في 11/5/2008، وتم إبلاغ المحافظة عنها بتاريخ 12/5/2008».

وعن كيفية دخول حمى الضنك حطيب قال: «كان هناك شخصان يسكنان في المسجد من منطقة تهامة، أصيبا في حطيب في البداية أمام المسجد، ثم بدأت في الانتشار، وتم نزول فريق من الترصد الوبائي لفحص وأخذ عينات، وتم فحص عينة، فظهرت منها حالة إيجابية مصابة بحمى الضنك، ثم بدأت الإصابة تزداد، ووصل عدد المصابين في تاريخ 19/5/2008 إلى 238 حالة، ووصل إلى المديرية فريق من التفحص الحشري، وتم أخذ عينات من البعوض الموجود، فأكدت التقارير وجود البعوض الناقل لحمى الضنك».

وعن الذي ساعد في انتشار حمى الضنك بشكل كبير بالمديرية قال: «عدم وجود الوعي الصحي من المواطنين، وخزن المياه بطريقة عشوائية، لكون المياه دائما في انقطاع، والبعوض ينتشر في المياه العذبة، فارتفعت الحالات لتصل إلى أكثر من 1150حالة مصابة بحمى الضنك والحميات المشابهة لها», وعن دواء حمى الضنك قال: «في الأساس لايوجد دواء لحمى الضنك إلى الآن، وأمدنا مكتب الصحة والسكان ببعض المسكنات الوريدية والمسكنات التي كان لها الأثر في تخفيف الحمى».

وعن دور الجهات المسئولة قال: «كان في البداية سلبيا، ولكنه تحسن في ما بعد».

وعن عملية رش البعوض الناقل لحمى الضنك قال: «عملية الرش بداية الجرعة الأولى عشوائية وغير منظمة، بسبب أنه لاتوجد خطة مشتركة بين مكتب الصحة والجهات المعنية في المحافظة».

وعن دور مكتب الصحة بالمديرية قال: «قام مكتب الصحة في حطيب بتشكيل ثلاث فرق علاجية على مدار 24 ساعة، مكونة من مساعد طبيب وممرضين لكل فريق، وحث المواطنين على التخلص من المياه عبر مكبرات الصوت وأئمة المساجد».

عملية رش البعوض الناقل لحمى الضنك
عملية رش البعوض الناقل لحمى الضنك
وعن مطالبات المديرية قال: «لايوجد مستشفى في المديرية، ونحن بحاجة إلى مستشفى، ونشيد بجهود خبراء منظمة الصحة لزيارة المديرية، ونهيب بمدير عام الترصد الوبائي ونائبه بوزارة الصحة والسكان مد يد العون والتواصل، ونشيد بدور الأخ محمد مبخوت الربيزي مدير عام حطيب، والشيخ أحمد محمد سالم عباد عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر، والشيخ مبخوت عوض الربيزي، وكذلك جميع من تعاون معنا».

مديرية ميفعة وانتشار الضنك

بعدها تحدث الأخ يسلم سالم باجنوب أمين عام المجلس المحلي بميفعة شبوة، حيث قال: «حمى الضنك انتشرت بشكل كبير، والإصابات مستمرة، وسجلت الإصابات في أكثر من 30 قرية، وتزيد الإصابات عن 500 حالة مصابة بحمى الضنك، والعدد مرشح للتصاعد بسبب ضعف التوعية الصحية، وضعف مكافحة انتشار المرض من الجهات المسئولة في المحافظة، حيث إن المديرية بحاجة ماسة إلى التثقيف الصحي عبر المنشورات، وتوفير الأدوية خاصة السوائل الوريدية، حيث إنها العلاج الأول لهذا المرض، وتوفير الناموسيات للأصحاء والمرضى على حد سواء، واستمرار عمل فرق الرش من بيت إلى بيت، وتوفير الرش الضبابي لما له من أهمية في قتل البعوض الناقل للمرض، والعمل على عدم انقطاع التيار الكهربائي، ورصد موازنة من السلطة بالمحافظة لمكافحة حمى الضنك».

الصعيد لم تتلق أي اهتمام نتيجة انتشار حمى الضنك

تحدث الأخ محمد عوض دحيلة عضو الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالصعيد: «المديرية سجلت إصابة 70 حالة بحمى الضنك، ونطالب السلطة المحلية باعتماد مبلغ من إيرادات النفط التي تذهب للانتخابات ولجيوب المتنفذين».

ويقول المواطن صالح عبدالله من مديرية ميفعة: «حمى الضنك تنتشر كالنار في الهشيم في شبوة، والمكافحة متوسطة، ونحمل السلطة المسئولية الكاملة في محافظة شبوة والهيئة الإدارية لعدم القيام بواجبها، فلماذا لاتقوم برصد مبلغ لمكافحة حمى الضنك من أي مخصصات للمحافظة لإنقاذ حياة المواطنين، أم أن دعم السلطة يتم حسب المزاج !».

ويقول حسن عبد الحق صالح: «نريد السلطة بالمحافظة أن تقوم بمهامها، فنحن نرى أنها تعمل حسب ما تسمع، المحافظون السابقون عمل بعضهم بلا مودة، والبعض بالوصاية، وغيرهم (حاضر يا أفندم).. نطالب محافظ شبوة أن يلعب دورا أكبر، وأن يدعم مكاتب الصحة، السلطة تمتلك كل شيء في المحافظة، نرى ونسمع عن محافظين ينفقون الملايين، ألا توجد لديهم صلاحيات؟!».

الإعلام والتثقيف الصحي

تم ذلك علي النحو التالي:

أولا: تم التنسيق مع إدارة الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم من قبل محافظ المحافظة في حطيب والصعيد وميفعة.

ثانيا: تم التنسيق من قبل مكتب الصحة والسكان بالمحافظة ومكاتب الصحة بالمديرية بضرورة إشراك المواطنين في مناطق حطيب، رفض، جول الريدة. وشرحت لهم طريقة التخلص من البعوض عبر ملصقات وزعت مع فرق الرش.

ثالثا: تم النزول الميداني إلى المنازل الخاصة بالمواطنين للتأكد من محاربة مصادر البعوض الناقل للمرض، وكان هناك تعاون من قبل جميع المواطنين دون استثناء.

رابعا: قام بتسهيل تلك المهمة مواطنون خيرون في تلك المناطق المذكورة أعلاه.

دور السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات

بذلت جهود كبيرة في إجراء الاتصالات مع القيادة المركزية، وإطلاعها أولا بأول عن الوضع الصحي بالمحافظة.

دور الأمن بالمحافظة والمديريات

لعب الأمن دورا كبير في المساعدة في تلك المناطق التي عملت بها الفرق الصحية، وكانوا متواجدين بشكل مستمر وعلى اتصال بالمشرفين على الفرق.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «غطوا الإناء وأوكتوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لايمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وقاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء».

من أجل سلامة أبناء مجتمعنا وصحة أسرنا وانطلاقا من الهدي النبوي في تغليب مبدأ الوقاية وأولويتها في بناء المجتمع السليم، نوجه الدعوة لجميع المواطنين للاهتمام بالوقاية من مرض حمى الضنك.

تعريف حمى الضنك والوقاية منه حسب تعميم المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوازرة الصحة والسكان: «حمى الضنك مرض فيروسي ينتقل عن طريق بعوض، ويعرف باسم الأيديس الذي يلدغ نهارا، ويتكاثر في المياه المكشوفة الراكدة، وأعراضه: حمى مع صداع شديد، طفح جلدي، آلام في العضلات والمفاصل، ألم خلف العين.. في حالات الإصابة الشديدة قد يحدث النزيف، وعند الشعور بأي من الأعراض المذكورة لابد من التوجه فورا إلى أقرب مركز صحي, يجب على المريض عدم أخذ مسكنات إلا بإشارة الطبيب، حيث يمنع الأسبرين منعا تاما. وينصح بوضع المريض تحت ناموسية طوال النهار حتى لايعدي غيره عن طريق بعوض الأيديس الذي يلدغ نهارا.

طرق الوقاية

الوقاية ممكنة ويسيرة: عن طريق مكافحة توالد البعوض، التخلص من أية مياه راكدة خصوصا المتراكمة في الأواني المكشوفة، تغطية خزانات المياه أو تجفيفها مرة واحدة في الأسبوع، التخلص من الإطارات المهملة التي تعتبر مكانا لتجمع المياه، ردم المستنقعات وتجمعات المياه في الحفر وتغطية الآبار، رش المنازل بالمبيدات الطاردة للبعوض، استخدام الصابون أو المرهم الطارد للبعوض.

إن دور المجتمع والقطاعات المعنية مثل البلديات والمجالس المحلية في التعاون مع الجهات الصحية أساسي للوقاية من هذا المرض الذي يعتبر من صنع الإنسان، لأن أهم مصادر العدوى تتمثل في تجمع المياه المكشوفة في فناء المنازل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى