الرحلة الاخيرة لضحايا سربرنيتشا بعد 13 عاما من المذبحة

> فيسوكو «الأيام» درافكو لوباس :

>
حذاء قديم بني اللون في نعش مع قطعة قماش زرقاء بالية بجوار كومة صغيرة من العظام البشرية هذا كل ما تبقى مما كان يوما ما إنسانا,يحاول عدنان ساهينوفتش حل لغز العظام البشرية تلك ويستخدم كل ما لديه من مهارة لتشكيل هيكل ما قبل أن يلفه في حقيبة بلاستيك بيضاء ويضعها في تابوت خشبي.

وعلى مدي أكثر من عامين وعدنان العامل بشركة لادارة المدافن في بلدة فيسوكو وسط جمهورية البوسنة والهرسك يجهز عظام أولئك الذين راحوا ضحية المذبحة التي وقعت في 11 تموز / يوليو عام 1992 بمدينة سربرنيتشا في شرق البلاد إبان الحرب البوسنية (1992- 1995).

فقد تعرض نحو 8 الاف رجل من مسلمي البوسنة لمذبحة عقب احتلال قوات صرب البوسنة لجيب سربرنيتشا .

وفي مسعى منها لاخفاء جريمتها قامت قوات صرب البوسنة وقتها بدفن الجثث في مقابر جماعية عدة شرقي البوسنة بنقلهم غالبا من مقبرة لاخرى.

وبعد مرور نحو 13 عاما على وقوع المذبحة تم التعرف على هوية نحو 3 الاف من الضحايا ودفنهم بالطريقة الشرعية.

ومر كافة الضحايا الذين تم التعرف عليهم عبر الشركة في فيسوكو حيث تم تجهيزهم لرحلتهم الاخيرة ليدفنوا في مقبرة "ميموريال سنتر بوتوكاري" القريبة من سربرنيتشا.

ويقول عدنان وهو يقوم بتجهيز الرفات بكل حرص ودقة "الزمن يساعدك على التعود على هذه الوظيفة".

ويضيف أن أصعب شئ على الاطلاق كان عندما وجد بعضا من أنسجة الضحايا وهو يقوم بمهمته.

عندما يكون عدنان في إجازة أو خارج العمل فانه لا يفكر في وظيفته وفي مصير أولئك الذين يضع عظامهم في نعش كل يوم .

وعلى الرغم من صعوبة الوظيفة فانه يقول انه يجد بعض الرضا في ما يفعله ليكسب قوته.

ويقول عدنان " أشعر بشئ من الرضا أيضا عندما اعرف أن هؤلاء الضحايا وأسرهم سيجدون في النهاية شيئا من الراحة ".

ويقول كينان كرافيدتش المشرف على عدنان والمدير المالي للشركة " بعض العظام أو شيئا من الرماد البشري يكفي للتعرف على هوية الضحية ودفنها بالطريقة الشرعية".

وتقوم الشركة بالتجهيزات النهائية لدفن نحو 310 من الضحايا خلال مراسم إحياء الذكري الـ 13 للمذبحة.

ويستخدم اختبار الحامض النووي للتعرف على هوية الضحايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى