الجفري من أجل عدن

> «الأيام» سامي صالح الجمحي /قصيعر - حضرموت

> عدن مدينة تاريخية عريقة، وكل أبنيتها ومعالمها تنطق بذلك لكل زائر تطأ قدماه عدن، وجذورها ضاربة ومتأصلة في أعماق التاريخ، وكانت مدينة ريادية في شبه الجزيرة العربية، وتنويرية على مستوى الوطن العربي أجمع، وسباقة في المنطقة في عدة مجالات ثقافية وفنية ورياضية وغيرها.. كل العوامل والأدوار المميزة لم تشفع لها اليوم، وأصبحت مجردة من أبسط مقومات العاصمة الاقتصادية والتجارية، وماهذا الاسم إلاّ حبر على ورق.

الكثير من كتاب مدينة عدن الباسلة وأصحاب الأقلام القوية والجرئية في قول الحق، انبرت لهذا التهميش الذي حزّ في أنفسهم، وزرع في قلوبهم مرارة القهر والألم اللذان لا يحتملان، فكتبوا على صفحات «الأيام» وأعمدتها اليومية، ينتقدون ما تعامل به هذه المدينة العريقة، من تصرفات البعض وأساليبهم الملتوية، لأنهم فاسدون ومرتزقة، أباحوا أراضي عدن، وجعلوها للكسب والفيد، من أجل الغنى الفاحش السريع على حساب مكانتها التاريخية العريقة، حيث تتعرض معالمها التاريخية للطمس والهدم، هذا ما حذر منه مرارا أستاذنا الإعلامي الغيور على مدينة عدن والوطن الأخ نجيب اليابلي، ولكن لا حياة لمن تنادي ، كما لا ننسى تهميش دور مطار عدن الدولي العريق، وكذلك مينائها الاستراتيجي الهام، ناهيك عمن يعرقلون عجلة الاستثمار بشتى السبل، ولا يخفى أعزائي القراء ما ذكره الكاتب الأستاذ عبدالرحمن خبارة في عموده الرائع في«الأيام» عن مستشفى الصداقة الذي يعج بالكوادر الطبية المتمكنة، والمؤهلة، وقائمة طويلة من الاختصاصيين والممرضين والإداريين، إلاّ أنه يعاني الأمرين، فمقارنته بمستشفى الثورة بصنعاء من حيث الدعم والميزانية التي تعطى له تتوارى الأرقام خجلا وكسوفا لضآلتها وقلتها، مع أن مستشفى الصداقة يستقبل أعدادا كبيرة من المحافظات المجاورة لعدن، يفوق ما يستقبله مستشفى الثورة، هكذا هم أبناء عدن حتى مع قلة الإمكانيات وشحتها يبدعون ويصمدون، متكئين على قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية للاطلاع بمهمتهم الإنسانية الجليلة وإظهارها بكل جهد وإخلاص وإتقان من أجل والوطن والمواطن وعدن .

المقصود يا إخواني الكرام هو أن تستعيد عدن هيبتها ومكانتها في المنطقة عموما، ثقافيا واقتصاديا ورياضيا، وكذلك سياسيا، ولا شك أن الأمل يحذو الجميع بانتخاب المحافظ الجديد الأكاديمي الأخ د. عبدالرحمن الجفري، لكي ينهض بعدن مجددا و إبراز دورها على كافة الأصعدة، والأهم دحر عجلة الفساد بعيدا عن معالم عدن، بعيدا عن إعاقة المستثمرين، حتى تتحقق التنمية الحقيقية المرجوة، وحتى نقول إن المحافظ الجفري من أجل عدن ..!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى