ظاهرة الغش.. رؤية أخرى

> «الأيام» زياد محمد المحوري:

> انتهت الامتحانات الوزارية للمرحلتين الأساسية والثانوية بإيجابياتها وسلبياتها، وإن طفت هذا العام على السطح كثير من السلبيات عكس السنوات الماضية، ومع كل دورة امتحانية وزارية نسمع كثيرا من الكلام حول استفحال ظاهرة الغش في معظم مدارس الجمهورية، ويكون الملوم دائما لاستفحال تلك الظاهرة الخبيثة هو الطالب فقط، ولا نبحث عن عوامل وأسباب أخرى لظاهرة الغش، ولكن أليس من حقنا البحث عن أسباب أخرى، ربما تساعدنا في المستقبل للقضاء على ظاهرة الغش التي دمرت الأجيال، وأيضا أليس من عذر لطالب يشاهد الغش منتشر في كل مكان، منذ بداية يومه إلا أن يأوي إلى فراشه؟!. يذهب للبقالة، فيجد البائع يغش في الوزن ويطفف في المكيال، ويحلف آخر لأبيه- أمامه -بأغلظ الأيمان بأن البضاعة وكالة وممتازة.

فلا يمر شهر إلا وقد أصبحت تلك البضاعة تشليح! ويجد فساتين أمه قد تمزقت بعد فترة قصيرة من شرائها، ويسمع أمه تسب وتلعن ذلك البائع الغشاش! يسمع ويرى التسيب الإداري الموجود في معظم الإدارات الحكومية وتأخير معاملات الناس.. إلى غير ذلك من المشكلات والظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، ثم بعد ذلك نحدث الطالب عن الأمانة والنزاهة والجد والاجتهاد، ونرص له مصفوفة من القيم لايجد منها شيء على أرض الواقع، فكيف سيستوعب عقله الصغير كل تلك المثاليات، ويؤمن بها في داخله، وهو لايرى منها شيء محقق على أرض الواقع.

أنا بكلامي هذا لا أعفي الطالب من المسؤولية، ولا أشرع له هذا العمل المحرم شرعا وعرفا، ولكن لماذا لا نرى الظاهرة بجميع أجزائها وتفصيلاتها، حتى نجد لها المخارج والحلول المناسبة، بدلا من إلقاء كامل المسؤولية على الطالب، الذي ربما يكون بريء منها ومن انتشارها، ولكنه ولد ونشأ في مجتمع يرى الغش أقصر الطرق للنجاح السريع، فساير الركب. في الأخير هي دعوة لنظرة أوسع وأشمل لجميع جوانب الظاهرة من أجل بناء جيل غد أفضل وأكمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى