متى نعقد مؤتمرا وطنيا لـ (البنشر) اليمني؟

> نجيب محمد يابلي:

> تألق الزميل العزيز عادل الأعسم في موضوعه الموسوم (تاير مبنشر يا أفندم) الذي نشرته «الأيام» في إصدار السبت 12 يوليو 2008، وتجلى الموضوع المذكور بقيمته المضافة «الأهداء إلى الصديقين أحمد عمر بن فريد وأحمد عمر العبادي خلف قضبان السجن، وإلى كل الشرفاء والمظلومين في وطني»، والإهداء بحد ذاته يشير إلى وجود (بنشر) هنا وهناك ووراء كل بنشر قوى الشر.

يرتبط البنشر بالانفجار كظاهرة صوتية ويرتبط بالتمزق كظاهرة مادية، فالبنشر نتيجة ترتبط بمقدمات أدت إلى حدوث تمزق رافقه دوي التمزق.

إننا نتحدث عن بنشر صعدة وبنشر الجنوب وعن بنشر الدستور والقانون وبنشر الأراضي وبنشر الثروات (بترول وغاز وثروة سمكية وذهب.. إلخ)، وبنشر المستقبل وبين كل بنشر وبنشر هناك بنشر!.

لم نفتح ملفا محوره (تبنشر الأوضاع في صعدة)، وعقدنا ندوة دعونا لها رجال الفكر والسياسة لتشريح الأزمة (منشئها ودوافعها وأسبابها ومسبباتها)، لاسيما أنها الحرب الخامسة التي اتسع نطاقها ليشمل محافظات أخرى.

لم نسأل أنفسنا لماذا تبنشرت الأوضاع في الجنوب، ولماذا تبنشرت المؤسسات الاقتصادية التي كانت قائمة؟. لم نسأل أنفسنا لماذا تبنشرت أوضاع الإنسان في الجنوب؟ لماذا تم إقصاؤه من عمله ومن أرضه ومن ثروته؟.

لم نسأل أنفسنا لماذا تبنشرت أوضاع الأدوية في بلادنا؟.. شدني كثيرا اللقاء الذي أجرته الزميلة بشرى العامري مع الأخ أ.د.إحسان حسين الرباحي، نائب رئيس اتحاد منتجي الأدوية نائب رئيس الغرفة التجارية لمحافظة صنعاء للشؤون التجارية رئيس مجلس إدارة شركة سبأ فارما للأدوية، ونشرته «الأيام» في 10 يوليو 2008، وجاء فيه أن مناخ الاستثمار الدوائي ليس جيدا في الوقت الحالي، وهناك تراجع مرده إلى تشبع السوق اليمني بالأدوية، وهناك 800 إلى 1000 شركة دواء في الصيدلية الواحدة لايعرف مدى جودتها، وهناك أكثر من (13) ألف صنف دوائي مسجل في اليمن، بينما لدى أكبر دولة في العالم ثلاثة آلاف صنف فقط، وقال الرجل بمرارة «لا زبالة في الدنيا إلا وتأتي إلينا» إنه البنشر بعينه.

إن إنتاج الأزمة يولد أوضاعا غير طبيعية، تتطلب حشد كل الموارد المالية والمادية والبشرية، تترواح كلفتها من عشرات الملايين إلى مليارات الريالات، وهي قيمة الأسلحة والذخائر والوقود والنفقات الإضافية، والشاطر من وظف شطارته في توجيه ما ذكرنا لأغراض أخرى، وبالعربي الفصيح البنشر يخدمنا ونحن يجب أن نخدم البنشر.

أليس حريا بنا الوقوف أمام البنشر كظاهرة سائدة تكلفنا وتكلف الوطن كثيرا، بل وسيطال تهديده مستقبل الأجيال الصاعدة، وسيصبح مصيرهم مبنشرا..اللهم ارفع عنا شر كل بنشر!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى